ارتبط البحث الأثري في الجزائر بالفترة الاستعمارية، حيث کانت کل المناطق الجزائرية مفتوحة لهم، منهم من کان مختصر في ميدان الآثار، و منهم الهواة الذين ساهموا في إندثار الکثير من الآثار. و طبعا إهتمام الفرنسيين کان حول المواقع البارزة التي تتمثل في المدن أمثال تيمقاد، جميلة، شرشال، تيبازة، المصنفة ضمن التراث العالمي. و لم تحصى الآثار الريفية بإهتمام کبير، نجدها فقط مذکورة من خلال الأطلس الأثري لستيفان قزيل الذي يعتبر مصدرا هاما للباحثين. و نظرا لکبر مساحة الجزائر، فإن قزيل لم يزر طبعا کل هذه المواقع، بل يستمد أغلب معلوماته من التقارير التي کانت تصدر من حين إلى الآخر في المجلات الأثرية الجهوية في الفترة الاستعمارية، وخاصة من خلال المعلومات التي کان يسجلها الضباط الطوبوغرافيين، وبذلک نجد أن الکثير من الآثار الريفية أهملت و لم تعطي لها الأهمية اللازمة، بل أکثر من ذلک مواقع أشار غليها قزال کمواقع دون اهمية ولکن بعض الأبحاث الجديدة و هي نادرة أثبتت العکس و منها البحث الذي قمت به في جزء صغير من التلال الشرقية الجزائرية و بالضبط منطقة عين الکبيرة التابعة إداريا إلى مدينة سطيف إحدى المدن الجزائرية الهامة في الشرق الجزائري     .  يتضمن الموضوع الخريطة الأثرية لمنطقة عين الکبيرة من خلال البحث الميداني الذي قمت به، وقد تم رسم الخريطة من خلال الحدود الإدارية للبلدية بمساحة 76کم.