لعل من سوء الحظ ، أن المناطق الصناعية في مصر القديمة التى شملتها الکشوف الأثرية الحديثة قليلة ، لا تدلنا على التنظيم الداخلي للورش الصناعية کحجمها وترتيب أدواتها ، وحقيقة تتابع مراحل التصنيع لمنتجاتها ، وأحوال الحرفيين الذين يعملون بها ... ففي معظم الحالات طمست آثار الأنشطة الصناعية بفعل التخريب والهدم والبناء فوقها. وفى (آخت آتون) – عاصمة العمارنة – حيث کان الحال أفضل قليلا ، وجدت آثار لورش بعضها لخدمة معبد " آتون" ، والأخرى صغيرة کان يملکها أفراد[1] وهذه زادتنا علما عن تنظيم عمال الصناعة ، فوق ما زودتنا به الصور ونقوش المقابر التى صورت بعض الصناعات مثل مقبرة رخميرع . وقد کان صهر النحاس واستخراج الذهب من مناجمه بأسلوب السحق والتنقية من الشوائب ، عمليتين تتمان في مناطق تنجيمهما[2] ، وکان يقوم بمهمة التنجيم الثقيلة أعداد کبيرة من (الجنود) العمال الذين يشرف عليهم ضباط حملات التنجيم بأسلوب شبه جزئي ، فکانت کفاءة الصهر والتنقية محدودة إذا قورنت بعمل الحرفيين في المراکز الصناعية بالمدن.
[1] Petrie.W.M.F. Tell el Amarna , London,1894,p.25 Dimbleby,G.W. Man settlement and urbanism,London,1972,p.673
[2] Emery.W.B. in Kush II, Khartoum, 1963,p.116 ff
Vercoutter, J. Kush, 7,1959,p.120 ff