يحوى متحف الخارجة بالوادى الجديد ثلاثة أقنعة لمومياوات غير مکتملة وغير منشورة، أحد هذه الأقنعة غطى وجه بطبقة رقيقة من الذهب مع استخدام ألوان متعددة فى زخارفه، أما القناعان الآخران فتظهر بقايا تذهيب فى بعض أجزاء من زخارفهما. هذه الأقنعة الثلاثة تم اقتنتائها بالمتحف نتيجة ضبطية فى المنطقة ، لذا فإن مکان وجود هذه الأفنعة الأصلى غير محدد وإن کان ضبطهما فى المنطقة يبعث على الاعتقاد بأن منشأها لم يکن بعيدا عن الواحة. ومما يعضد هذه الفکرة أن منطقة الواحات المصرية کانت منطقة ازدهار وانتعاش اقتصادى تجارى خاصة فى العصر الرومانى وقد کشفت فى الواحات العديد من المواقع الأثرية الدالة على انتعاش الحياة هناک وعلى الوجود الرومانى المکثف للتجار الرومان الذين عاشوا حياة تتسم بالرفاهية.
ووجود أقنعة للمومياوات فى الواحات ليس أمراً غريباً فقد کشف العديد من الجثث المحنطة التى زودت بأقنعة على النمط المصرى من العصر الرومانى([1]).
إن تاريخ صنع الأقنعة للمومياوات قديمٌ يرجع إلى بداية العصور التاريخية فى مصر الفرعونية فکما کان المصريون يسعون إلى الحفاظ على الجسد للميت بوسائل مختلفة وصلت إلى التحنيط، کان عليهم أيضاً الحفاظ على ملامح المتوفى لکى تتعرف الکا([2]) على صاحبها عند البعث. کانت الأقنعة المصرية تصنع من الکرتوناج وهو الکتان أوالبردى المقوى بالجص ثم يضاف إليها الألوان والتذهيب التى توضح الملامح الشخصية لکل متوفى .
([1]) إن أشهر الکشوف التى تمت بمنطقة الواحات التى احتوت على کمية هائلة من المومياوات المزودة بالأقنعة وما کشفه د/ زاهى حواس بالواحة البحرية ، وهى المنطقة المعروفة بوادى المومياوات والتى ترجع إلى العصر الرومانى .
- Hawass, z., Valley of the Golden Mummies, The AmericanUniversity in Cairo, 2000, pp. 72 - 73.
([2]) تمثل عند المصريين قوة الحياة التى تعود إلى الجسد عند البعث لکى تستمر حياة أخرى أبدية .
- أدولف إرمان ، ترجمة عبد المنعم أبو بکر ، محمد أنور شکرى ، ديانة مصر القديمة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، 1997 ، ص 235 .
- محمد عبد القادر محمد ، الديانة فى مصر الفرعونية، دار المعارف ، 1984 ، ص 108.