دلفى " Delphi " من أروع الأماکن فى العالم ( شکل 1) , ومن لم يحالفه الحظ بزيارة دلفى سيکون من الصعب عليه تخيل روعة جمال الموقع , الذى کان يهرع إليه الناس من جميع أرجاء العالم القديم , کى يعرفوا – بفضل أبوللو – أسرار المستقبل[1] .
يعتقد البعض أن أبوللو " Apollo " اله الموسيقى والشعر هو أول معبود رئيسى لدلفى ( شکل 2 ) ! لکن الحقائق تؤکد عکس ذلک[2] , فقبل مجيئه کان يتم فى دلفى تکريم جيا " Gaia " الأرض الأم وشخصها الثعبان بيثون " Python " , وهناک أراء من قبل بعض اللغويين[3] تقول أن کلمة بيثون من الناحية اللغوية کانت تعنى قديماً ( مکان التعفن ) بمعنى المکان الذى تعفن فيه جسد الثعبان بيثون عندما قُتل على يد أبوللو , أى مقبرة بيثون , فتبعاً للأساطير أن أبوللو قد هالته ضخامة الثعبان بيثون الذى کان على صورة خارقة تبعث الرعب فى القلوب , وحين کان أبوللو فى طريقه إلى دلفى اعترضه البيثون فسدد إليه سهامه جميعاً , ونفذت سهام أبوللو فى جسم الثعبان فمزقته , ومن هنا دخل بيثون زمرة التقاليد والطقوس الخاصة بدلفى , ومنها :[4] الاحتفال الذى يعرف باسم سبتريا " Sptria " والذى کان يقام کل تسع سنوات وفيه کانت تشعل النار فى دار کانت تبنى خصيصاً لهذا الاحتفال يسمونها قصر بيثون , ثم يتقدم شاب من أهل دلفى يمثل الإله , أو کأنه الإله حل فيه ويبدوا کأنه فى طريقه إلى المنفى ومن حوله حاشيته فى موکب کبير شاقاً طريق بيثون الطويل مجتازاً تيساليا إلى وادى تمبى ليتطهر , ثم يعود متوجاً بإکليل من نبات أبوللو حاملا تعويذة تبطل السحر الضار , وکانوا يعنون بهذه الإشارة إلى مصرع بيثون , وثمة مهرجان کان يقام کل أربع فى دلفى تقام فيه ألعاب تسمى الألعاب البيثية " Phithques " نسبة إلى هذا الافعوان بيثون الذى صرعه أبوللو , وفى هذا المهرجان کانت تنظم ألوانا من مسابقات الجرى والمصارعة وسباق المرکبات , واختبارات موسيقية ومسابقات تمثيلية وکانت تقدم للفائزين تيجان من شجر السنديان .
[1] - Poulsem , F- , " Delphische Studiem " , ( Copenhague , 1924 )
[2] - Williamson , M. , " The Sacret and The Jeminine in Ancient Greece " , ( London and New
York , 1998 ) P. 7
[3] - Pomtow , H. article Delphoi dans la Real – Encyclopadie der classischen Altertums
wissenschaft " , t. IV et suppl . IV
4 - ثروت عکاشة " الاغريق بين الأسطورة والابداع " ( الجزء الخامس عشر – الطبعة الثانية – القاهرة 1994 ) صفحات 75 – 76 – 77 .