Subjects
-Tags
-Abstract
تمثل المدافن الإسلامية المبکرة مجالا خصبا لدراسة الإستمرار والتغير في الثقافة النوبية، ذلک أن النوبيين يعتبرون من أقدم شعوب المنطقة التي حافظت علي ملامحها الثقافية واللغوية الممتدة إلي عصرنا الحالي، فالثقافة النوبية تراکمية جامعة فيها شئ من کل الفترات التاريخية التي مرت علي البلاد.
فمن المعلوم أن مدافن ما بعد الديانات السماوية (خاصة المدافن الإسلامية المبکرة) ليست بغني سابقاتها من مدافن ما قبل التاريخ والفترات التاريخية المبکرة لأنها صارت لا تحوي مقتنيات الأموات الثمينة کما کان في الماضي (وذلک نسبة لإختلاف فکرة الزاد في کلٍ) والتي وعن طريق دراستها وتحليلها (أي المقتنيات) يمکن أن تمدنا بالکثير من المعلومات عن حال تلک المجتمعات ونظمها الإقتصادية، الإجتماعية، السياسية والدينية. لذا کان الترکيز في دراسة المدافن الإسلامية علي المعالم الخارجية فقط، ولم تتم حفريات إلا في حالات نادرة جدا وعلي نطاق ضيق، وهي يمنعها القانون علي کل حال. ولکن ومع ذلک نجد أن لهذه المدافن أهميتها الخاصة والتي إتضحت من خلال الربط ما بين الأدلة الأثرية المتمثلة في:
دراسة وتحليل البناءات الفوقية للمدافن المختلفة (Super Structure).
المواد الأثرية الأخري مثل الفخار وشواهد القبور.
دراسة بعض ملامح المجتمع والإقتصاد التقليدي في المنطقة.
ومصادر المعلومات المتمثلة
المصادر التاريخية والروايات الشفاهية التي تلعب دورا قيما في تفسير المتغيرات التاريخية داخل حضارة ما.
دلالات الأسماء والأماکن، إذ يعتبر تحليل أسماء المواقع والشخصيات من أهم الأدلة الخارجية التي قد تساعد في تفسير المواقع.
فولکلور المدافن، والذي يوضح العديد من العادات والممارسات الفولکلورية التي تتم داخل الجبانات تحديدا دون غيرها من بقية المواقع الآثارية المختلفة، وبالنظر إلي هذه الممارسات نجد أنها من أقوي الأدلة الخارجية التي توضح عملية الإستمرارية الإستيطانية والثقافية في منطقة الدراسة.
أوضح المسح الأثري والتراثي بمنطقة المحس وجود عدد کبير من الجبانات الإسلامية المتقاربة من بعضها البعض بصورة ملحوظة، کما أتضح وجود روابط عديدة بينها حيث نجد أن أغلب الجبانات تتشابه من حيث التکوين والبناء، إذ تلاحظ أن هنالک تشابه في اتجاهات المداخل بالنسبة لکل من القباب والبنيات والتي تتجه أغلبها جنوباً فيما عدا بعض الحالات القليلة التي تتجه مداخلها شرقاً. هناک أيضاً تشابه في مادة البناء المستخدمة في کل من القباب، البنيات والبناء الفوقي لبعض القبور (الطوب اللبن + الحجر)، کما تلاحظ أيضاً تکرار العديد من أنماط القبور في أغلب الجبانات هذا بالإضافة إلى الاستمرارية في عادة وضع الحصى وجريد النخل بالقرب من هذه القبور مع وجود تفاوت في عادة وضع النذور والقرابين من جبانة لأخرى، کذلک من أبرز الملاحظات وقوع أغلب هذه الجبانات مجاورة لدفوفات وإن لم تکن تجاورها تماماً فإنها تکون على مقربة منها في ذات المنطقة ، أيضاً نجد أن هنالک ندرة في المخلفات الأثرية کالشواهد والفخار المسيحي والإسلامي والذي تتفاوت نسبة وجوده من جبانة لأخرى وهو وعلى الرغم من قلته إلا أنه أمدنا ببعض المعلومات القيمة، أما فيما يختص بالروايات الشفاهية هناک أيضاً علاقة تربط الآثار بالتاريخ الشفاهي حيث تحدد الروايات الشفاهية المواقع المناسبة لإجراء التنقيب والمسح الآثاري، کما أنها تساعد في تفسير حقائق أثرية موجودة وأحياناً نجد أن الدليل الأثري قد يؤکد صحة الرواية الشفاهية.کما أنها أفادت في توضيح وتأکيد استمرارية وبقاء الموروث الثقافي المسيحي وما قبله.
لذا يعتبر إقليم المحس من المناطق الهامة لدراسة تسلسل الفترات الإسلامية المبکرة وذلک لتعدد المخلفات الإسلامية بها، خاصة المدافن بأنواعها المختلفة
DOI
10.21608/cguaa.2009.38827
Keywords
المدافن الإسلامية
Authors
Email
sody80_2@hotmail.com
City
-Orcid
-Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/article_38827.html
Detail API
https://cguaa.journals.ekb.eg/service?article_code=38827
Publication Title
حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى"
Publication Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/
MainTitle
-