قبل الدخول الى الموضوع لابد من الاشارة الى مکانة القدس في التاريخ القديم . ان
تاريخ الوجود العربي في فلسطين عمومًا والقدس خصوصًا يعود الى الالف الثالث قبل
الميلاد ، مع بداية ظهور الکنعانيين العرب کقوة مميزة سياسيًا وحضاريًا ، وبدون شک
فان بلاد الشام والعراق امتداد طبيعي لشبه الجزيرة العربية ، ولذلک فان هذه الاقاليم
تکون وحدة لا يمکن فصلها من الناحيتين الطبيعية والبشري ة( ١). وبعد الهجرات من
المناطق الصحراوية الى الاراضي ا لخصبة ومراکز التجارة ، والکنعانيون وهم من
الاقوام العربية التي استقرت على سواحل بلاد الشام ، وکان الکنعانيون أول من
استوطن القدس حول نبع ماء فوق احد جبال القدس ، وقد وجدت نصوص
هيروغليوفيه من الفي سنة قبل الميلاد تشير الى وجود الکنعانيين في القدس . وقد ورد
ذکر القدس في التوراة على انها ارض السمن والعسل ، وبعد الکنعانيون جاء
الاموريون منذ نهاية الالف الثالث قبل الميلاد وبنوا سور القد س( ٢). وبقيت القدس
مقدسة في الديانات السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والاسلام) وسميت القدس بعدة
اسماء منها (يبوس) نسبة الى ال يبوسيين ، واسم (ايلياء) وايلياء هو ابن ارم بن سام بن
نوح ، وايليا معناها (بيت ا لله) ، و(روشلم) أو (اورشليم) وهي تسمية عبرية ن ومن
الاسماء الاخرى للقدس (سالم) أو (شالم) وهو اله السلام عند الکنعانيي ن( ٣). وفي عهد
الملک الاشوري سنحاريب حاصر القدس واخذ الجزية م ن حزقيا ملک يهوذا ، وکانت
٥٦٢ ق.م) - نهاية مملکة يهوذا على يد الملک البابلي نبوخذنصر الثاني ( ٦٠٤
واستمرت الحالة حتى سنة ٦٣ قبل الميلاد ، حيث استولى الرومان على القدس وقد تم
الفتح الاسلامي للقدس سنة ٦٣٨ ميلادية .