شيد المرينيون مجموعة رائعة من المساجد الجامعة والمساجد الصغيرة (مساجد
الفروض) بعاصمتهم فاس وغيرها من مدن المغربين الأقصى والأوسط، کمراکش
ووجدة ورباط الفتح، وبلدة العباد بتلمسان ومنصورة تلمسان أيضًا، کما قاموا بعمل
زيادات مهمة ببعض المساجد السابقة على عهدهم، کجامع تازة الموحدي، ومسجد شالة
الزناتي، ولا يزال بعض هذه المساجد قائمًا کآثار فنية أصيلة تشهد على ما بلغه الفن
المعماري المريني من نضج وازدهار.
ويعتبر جامع اب ن صالح بمراکش واحدًا من أهم المساجد المرينية الباقية، ولکن نظرًا
لعدم وجود إشارات في المصادر التاريخية المتاحة سواء في العصر المريني أو ما بعده،
فض ً لا عن خلو هذا الجامع من أي نص تأسيس ي-بإستثناء نقش کتابي أعلى مدخل م ئذنة
الجامع يشير إلى بدء بنائه ا-يحدد من شئه وتاريخ إنشائه ؛فقد تباينت أراء الباحثين حول
منشئ الجامع وتاريخ بنائه، بل والعصر الذي شيد فيه إذ نسبه بعضهم إلى العصر
المريني،وأرجعه بعضهم الآخر إلى عصر الأشراف السعديين ،في حين لم تشر بعض
الدراسات المتخصصة التي عرضت المساجد المغربية إلى هذا الجامع مطلقًا.
وقد أمکن من خلال دراسة هذا الجامع دراسة وصف ية تحليلية ، فض ً لا عن الأدلة
التاريخية والأثرية، إلى نسبة هذا الجامع إلى أبي الحسن المريني عندما کان واليًا لعهد
١٣٢٢ م) . - ٧٢٢ ه/ ١٣٢٠ - أبيه السلطان أبي سعيد عثمان، وذلک فيما بين ( ٧٢٠