بعد قيام الکيان الصهيوني صارت فلسطين بأوقافها وآثارها، نهبا بيد المحتلين
الصهاينة، وتوقف نظام الأوقاف بأکمله عن العمل بعد تشرد أهل فلسطين وفيهم
القضاة، وأئمة المساجد، ومسئولو الأوقاف، ودمرت مساجد وأغلقت أخرى، وتشتت
مسئولو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المسئول عن أوقاف فلسطين، وتقطعت
أوصال الأوقاف؛ إذ دخلت بعض المباني والآثار ضمن حدود الکيان الصهيوني بينما
أوقافها ضمن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة أو العکس ، وانهارت تب  عا لذلک کافة
الأنظمة الت عليمية والصحية والاجتماعية التي کانت ترتبط بالأوقاف الإسلامية في
فلسطين. ولم يحترم الصهاينة التمسک بقرار التقسيم الذي قبلوه والذي کان ينص على :
(إن قانون العائلة، والأحوال الشخصية لشتى الأقليات، والمصالح الدينية الأخرى ومنها
٦٣ ) وانقطعت الاتصالات والصلات بين : الأوقاف سيتم احترامه ا) (دمبر ١٩٩٢
الفلسطينيين داخل الأراضي التي احتلها الصهاينة وبين بقية الوطن العربي والعالم
الإسلامي، وظل الفلسطينيون يعانون من غياب قيادة تتحدث عنهم أو تمثلهم في الکيان
الصهيوني بعد تدمير کل منظماتهم الاجتماعية والتعليمية والديني ة. ولقد عبر تقرير
صادر عن حکومة الصهاينة عن ذلک بقوله:
(عقب انتهاء حکم الانتداب واندلاع حرب الاستقلال، انهارت المؤسسات الدينية