کان من أهم النتائج السياسية لغزوة بني هلال على المغرب العربي التي
أرسلها الخليفة الفاطمي المستنصر أن تمکنت أسرة بنو جامع من دهمان من تأسيس
إمارة عربية مستقلة في قابس، کان من أهم مظاهر هذا الاستقلال هو قيام الأمير
الرشيد بالله بضرب النقود الذهبية (الدنانير) التي أطلق عليها ابن خلدون (السکة
الرشيدية) ولم يعط تفسيرًا لهذه التسمية والتي ربما لها صلة باسمه ، ولقد وصلنا من
هذه السکة عدد محدود جدًا. أخذت السکة الرشيدية في شکلها العام نفس تصميم الدنانير
المرابطية والتي کان الوجه فيها يتکون من مرکز عبارة عن شهادة التوحيد والرسالة
المحمدية ثم اسم الرشيد بالله، ثم هامش يحمل الآية القرآنية "ومن يبتغ غير الإسلام دينًا
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين". أما الظهر مکون من أربعة أسطر وهي
"الإمام – عبد – الله – أمير المؤمنين"، ثم هامش يحمل مکان وتاريخ الضرب. وفي
هذا البحث سوف نتناول بالدراسة والتحليل نقود الأمير الرشيد بالله الذهبية مرتبة
تاريخيًا مع توضيح الظروف والأحداث التاريخية التي صاحبت فترة حکم الرشيد بالله
مع نشر دينارين نادرين من هذه السکة الرشيدية مما يمثل إضافة جديدة وحقيقية للنقود
العربية والإسلامية.