على الرغم من قصر عمر الدولة الطولونية ثمانية وثلاثين عاما ( ٢٥٤
٩٠٥ م)، إلا أنها لها أهمية خاصة في تاريخ مصر الحضاري. - ٢٩٢ ه/ ٨٦٨
کان الطولونيون هم أول من أتاحوا استقلالا سياسيا حقيقيا لمصر فى العصور
الوسطى. ففى خلال فترة حکمهم القصيرة,عرفت مصر- وقد کانت حينئذ أغنى اقليم
تحت حکم سيطرة الامبراطورية العباسية- ازدهارا فنيا غير مسبوق. وکانت معظم
الجزية التي يرسلها أحمد بن طولون إلى بلاط الخلافة العباسية في بغداد تتکون من
منسوجات دور الطراز (مصانع الأقمشة) من الأقمشة الفاخرة المصنوعة من الصوف
٨٨٤ م) – ٢٧٠ ه / ٨٦٨ – والکتان. ومن الجدير بالذکر أن أحمد بن طولون( ٢٥٤
قد اهتم بمصانع النسيج التي کانت منتشرة في شمال الدلتا في کل من تنيس ودبيق
ودمياط والفيوم والبهنسا وغيرها من المدن التي اشتهرت بصناعة المنسوجات الکتانية
ذات الکتابات المنسوجة إما من الحرير أو الصوف متعدد الألوان. وازداد الاهتمام
بصناعة الأنسجة في مصر في عصر أبناء ابن طولون خمارويه (حکم في الفترة ٢٧٠
– ٢٩٢ ه / ٨٩٦ – ٨٩٦ م) وهارون (حکم في الفترة ٢٨٣ – ٢٨٢ ه / ٨٨٤ –
- ٣٣٤ ه/ ٩٣٥ - ٩٠٥ م) ، ثم في عهد الإخشيديين: محمد بن طغج الإخشيد ( ٣٢٣
٩٦٨ م). - ٣٥٧ ه/ ٩٦٦ - ٩٤٥ م)، وکافور الإخشيدي ( ٣