"لا يعرف في الاسلام معبدا من معابد المسلمين يحاکي هذه المدرسة في کبر قالبها
وحسن هندامها وضخامة شکلها ." هذه العبارة من المقريزي تلخص وقع ذلک المعمار
الشاهق المهيب على نفوس زائريه من الرحالة والمؤرخين وحتى الان .
ولموقع هذا المسجد من القاهرة جلال غريب فلا تکاد تصعد الطريق المؤدي الى ميدان
صلاح الدين بميدان القلعة حتى يطالعک البناء الشاهق لمسجد السلطان حسن ومدرسته
بمهابتها المعمارية والتي تفرض على الزائر ايحاء اقرب ما يکون لايحاء هضبة
الاهرامات بعظمتها فهذا البناء هو قمة وذروة العمارة في العصر المملوکي بل هو قمة
من قمم العمارة الاسلامية الصامدة في وجه الزمن ،تؤدي دورها بإقتدار منذ ما يقرب
من تسعمائة سنه .
وتهدف هذه الورقة البحثية الى وضع معايير واسس لانشاء المساجد من خلال إعادة
قراءة معمار مسجد ومدرسة السلطان حسن من منظور مفهوم الاستدامة ،فاستدامة
عمارته تظهر بوضوح من خلال مراجعة وتطبيق اسس التصميم المعماري المتعرف
عليها والتي استطيع ايجازها في اربعة اسس رئيسية هي الوظيفية وقوة الانشاء
والجمال والاقتصاد وهي مجتمعة تشکل وتحقق الاستدامة لعمارة مسجد ومدرسة
السلطان حسن والتي يمکن ان تکون مرجعية وحجة في تشکيل وجدان منشئي المساجد.
واستطيع ان أؤکد ان فکرة هذا البحث لم تنضج الا بعد مئات الزيارات خلال عشر
سنوات فليس باليسير انيبوح الحجر باسراره من خلال الزيارات العابرة .