شهدت منطقة سجستان منذ أواخر القرن ٣ه/ ٩م اضطرابات شديدة بسبب
سيادة الصراع الطائفي، حيث آوت هذه المنطقة شتي الفئات المناوئ ة و المنشقة عن
الخلافة العباسي ة.وما أن أطل القرن ٤ه/ ١٠ م بسنواته الأولي حتي آلت سجستان
لسيطرة السامانيين ، بع د أن ولاها الخليفة العباسي المقتدر بالله للأميرأحمد بن إسماعيل
الساماني سنة ٢٩٨ ه،ومن بعده لابنه نصر بن أحم د. وفي سنة ٣٠٤ ه استولي
کثير بن أحمد علي سجستا ن دون رغبة الخليفة المقتدر بالله،الذي أقره بعد ذلک عليها ،
و ظل کثير يحکم سجستان حتي سن ة ٣٠٦ ه ،عندما استطاع أحمد بن قدام انتزاعها
من يده، وظل يحکمها حتي سنة ٣٠٩ ه، حين طلب أهل سجستان من عبد الله بن
أحمد أن يتولي أمرهم، فسارع بانتزاع سجستان من أحمد بن قدا م، الذي فر إل ي بس ت.
فخرج عبد الله بن أحمد لقتاله سن ة ٣١٠ ه، وولي علي سجستان ابنه عزي ز، وذلک في
رمضان من العام نفس ه، فظل عزيز يحکم سجستان حتي المحرم سنة ٣١١ ه حين
خرج عليه أهلها وأخرجوه منها وولوا جعفر بن أحمد بن خلف بن الليث بد ً لا منه.
ألا أن سجستان لم تصف لجعفر بن أحمد إلا بعد ان قبض علي عبد الله بن أحمد
في رجب سنة ٣١١ ه، و في رجب سنة ٣١٣ ه بايع أهل بست وأمرائها عزيز بن
أحمد، فلما علم بذلک جعفر بن أحمد خرج لقتاله، إلا ان عزيز بن أحمد خادعه وسلک
طريق مخالف أملا في استرجاع سجستان، فلما وصلها تصدي له واليها من قبل جعفر
بن أحمد، فلم يستطع عزيز بن أحمد التغلب عليه ورحل عن سجستان.