قامت أغلب الحضارات البشرية على ضفاف الأنهار، فحضارات بلاد الرافدين ووادي
النيل وغيرها من حضارات العالم القديم خير شاهد على ذلک، إلا أن هناک بعض
الاستثناءات ومنها الحضارة اليمنية القديمة التي قامت عند مصاب الوديان المعتمدة
على سيول مياه الأمطار الموسمية.
وقد برع اليمنيون في بناء السدود والمآجل والصهاريج للاستفادة من المياه الموسمية
لتسيير حياتهم بقية شهور السنة الغير ممطرة.
وفي عالمنا اليوم قّلما تجد آثار تؤدي دورًا وظيفيًا مستمرًا حتى الآن، إلا أن سدود
هضبة عدن والصهاريج في حقل الطويلة والسائلات في الحي السکني ظلت کاستثناء
تؤدي دورًا وظيفيًا مستمرًا حتى الآن، حيث تشکل منظومة للسيطرة على مياه الأمطار
والسيول الجارفة وحماية المدينة من أضرارها، في الوقت الذي تعمل کمنظومة
لتصريف هذه المياه.