منذ سنوات اسفرت الصدفة المحضة العثور على مجموعة نحتية رخامية جديدة في
مدينة بنغازي قرب اطلال مدينة بيرنيکي ، وهي تمثل المؤله ديونسيوس مع ساتير
مستندا على دعامة ومرفوعا على قاعدة عل يها نحتا بارزا لساتير وماينادس ، وهذه
المجموعة النحتية تعد من المجموعات النادرة التي ابرزت دراستها نتائج جديدة على
مستوى النحت الکلاسيکي في الاقليم و خارجه .
تتطرق دراسة هذه المجموعة الى الربط بين اساطير ديونسيوس (باخوس) التي کانت
شائعة في المعتقدات الوثن ية الکلاسيکية وانعکاسها في الفن الاغريقي و الروماني ،
والتي تتمحور حول الاحتفالات الديونسية التي کانت من اهم الاحتفالات التي يقبلها
عليها عامة الشعب لما فيها من عربدة وسکر ورمز للذة والتمتع بالحياة التي کانوا
يقبلون عليها ، وما هذه المجموعة الا دليلا على التقديس والمکانة التي يحظى بها هذا
المؤله في اقليم کيرينايکي (قورينائية) ، والتي دلت عليها معابده وتماثيله التي انتشرت
في قوريني وتاوخيرا وبيرنيکي وغيرها .
وعند مقارنة هذه المجموعة مع مجموعات اخرى لهذا المؤله يلاحظ تفردها وتميزها
بعدة مميزات مقارنة مع الم جموعات المنشورة في الاقليم وخارجه ، فهنا امتزج النحت
الحر مع النحت البارز في ابراز اسطورة ديونيسوس واتباعه من ساتير وماينادس.
انتهجت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي المقارن،فمن الناحية الوصفية شملت وصف
کامل ودقيق لهذه المجموعة ، اما المنهج التحليلي فقد انتهجه الباحث لتحليل عناصر
هذه المجموعة من حيث قاعدة التمثال والدعامة التي يستند عليها ، ووقفة تمثال
ديونيسوس والساتير ، والاجابة عن بعض الاسئلة التي طرحت عند البدء في دراسة
هذه المجموع ة. ولم ينس الباحث ا لمنهج المقارنة بحيث قارن بين الشکل الذي ظهرت
به هذه المجموعة مع مشاهد فنية لدنيسوس على الفخار والنحت والتي ساعدت في
تفسير الاسطورة التي تجسدها هذه المجموعة ، کما استخدمت المقارنة في ابراز تميز
مجموعتنا مقارنة بالمجموعات التي سبق العثور عليها في الاقليم ، م ع الرب ط بين
اسطورة اورفيوس وديونسيوس ،ولاسيما ان الاول ظهرت له تماثيل تشبه في ظهورها
بعض العناصر التي ظهرت في مجموعتنا ، ان المنهج الذي اتبع في هذه الدراسة ادى
الى التوصل الى المدرسة الفنية التي تنسب اليها هذه المجموعة ومن ثم تأريخها ، وما