بدخول الاسکندر المقدوني الشرق في الفتره من ٣٣٤ ق.م حتي وفاته ٣٢٣ ق.م
حدثت تحولات خطيره في احوال الشرق في کافه المجالات اذ بدأ ما يعرف باسم
العصر الهلينستي وهو عصر امتزجت فيه الحضارات اليونانيه والشرقيه وبعد موته
تصارع قادته علي تقسيم امبراطوريته ونتج عن ذلک قيام الدوله البطلميه في مصر
التي استمرت حتي دخول الرومان مصر عام ٣٠ ق.م ولقد کانت الجزيره العربيه من
اهم المناطق التي وجه البطالمه اهتمامهم اليها وعن طريقهم انتقلت التاثيرات اليونانيه
الفنيه الي الجزيره العربيه اذ ان المنطقتين متجاورتين جغرافيا ولا يفصل بينهما سوي
مجري مائي ( البحر الاحمر) وامتداد صحراوي (شبه جزيره سيناء ) ومن هنا کان
من السهل انتقال التاثيرات الهيلنستيه من مصر الي الجزيره العربيه وفي نفس الوقت
ازدهرت في الجزيره العربيه عده ممالک سواء في الشمال واشهرها مملکه الانباط او
في الجنوب مثل معين وسبا وعند الحديث عن التاثيرات الفنيه اليونانيه علي الجزيره
العربيه نلاحظ ان هذه التاثيرات لم تکن يونانيه بل کانت مزيجا من الفنين اليوناني
والمصري وهو ما يعرف باسم الفن الهيلنستي ففي مجال العماره تاثر تخطيط مدينه
البطراء ( عاصمه الانباط ) بالمخطط الهيلنستي للمدن کما استخدمت طرز الاعمده
اليونانيه المختلفه کالدوري والايواني والکرنصي بل ظهر عند الاقباط طراز خاص
بهم عرف بالسم الکرنسي النبطي ايضا ظهرت في القسم الشمالي الغربي من الجزيره
مبان تاثرت بالعماره اليونانيه وبصفه عامه تاثر فن البناء النبطي بالفن الهيلنستي
وينطبق ذلک ايضا علي المقابر النبطيه فواجهتها تحمل الطابع الهيلينستي بل ان طرز
بعض مقابرهم تاثرت بالطرز التي عرفتها مصر في العصر الهيلنستي وما قبلهم اذ
انهم حفروا مقابرهم في صخور الجبال علي نمط فراعنه مصر وان کانت مقابرهم اقل
فخامه من المقابر المصريه اما في مجال النحت فان هناک قطعا کثيره من النحت التي
عثر عليها في انحاء متفرقه من الجزيره العربيه نحتت طبقا للاساليب اليونانيه
والشرقيه بل ان بعضها کان صوره مماثله للنحت المصري القديم وهناک ايضا قطع
نحت تاثرت بالفن اليوناني وهناک تماثيل اخري ظهر عليها المزج بين الطابع المحلي
العربي والطابع الهيلنستي .