مثلت المجموعة اللغوية التي تنتمي إليها اللغة العربية (الباقية والبائدة) واللغات
(اللهجات) العربية الجنوبية ( اليمنية القديمة والأثيوب ية (الجعزية) والآرامية والکن عانية
والبابلية – الآشورية (الأکدية) ما يعرف باللغات السامية، وسميت الأقوام التي تکلمت
بهذه اللغات بالأقوام أو الشعوب السامية، وهو اصطلاح جاء به العالم الألماني
(شلوتزر) في العام ١٧٨١ م. بنا  ء على ما جاء في سفر التکوين من الکتاب المقدس
(التوراة) الذي جاء في ه أن أبناء نوح هم سام وحام ويافث، وأن القبائل والشعوب
تکونت من سلالتهم ١
لکن هذا التقسيم الذي جاء به شلوتزر مستندًا إلى الکتاب المقدس (التوراة) ليس
دقيقًا فهو لا يعتمد على ظواهر لغوية أو تاريخية، وإنما أعتمد على الروابط السياسية
والثقافية والجغرافية، فقد ذک ر السفر أقوامًا ليسوا من الساميين ولغتهم ليست سامية،
نحو (العيلاميون)، واستبعد أقوامًا أخرى هم في الأصل (ساميون) نحو، (الکنعانيون)
لأسباب سياسية، فض ً لا عن أسباب أخر ى. اثبتتها الدراسات الآثارية والتاريخية
واللغوية، ولذا فقد أصبحت دلالة المصطلح (اللغات السام ية / والأقوام السامي ة) نسبة
إلى سام بن نوح بناء على ما أفترضه سفر التکوين يفتقر إلى الأساس العلمي الذي
يثبت أن هذه اللغات وأهلها ينتسبون إ لى سام بن نوح ٢ ولهذا أصبح البحث عن
تسمية بديلة قريبة الصلة بهذه الأقوام وتستند إلى معايير تاريخية وجغرافية ولغوية
أمرًا ملحًا وضروريًا.