لم يقتصر الفن الروماني بکل مجالاته على تجسيد وتشخيص مجالات الحياة
الهامة کالمجال السياسي أو المجال العسکري فقط ، أو الاقتصار على تجسيد النواحي
الدينية والأسطورية، بل تعدى ذلک لأن يتناول مواضيع ونواحي الحياة اليومية المختلفة
التي کان يعيشها الإنسان الروماني أينما کان ، مثل مواضيع الصيد وصور الطيور
والحيوانات، وصور القرى والضياع الزراعية ، وصور الفلل والقصور والبيوت ،
وصور مجالات الحياة الاقتصادية کالصناعة والتجارة والزراعة موضوع الدراس ة.
هذه الأعمال التي لا غنى عنها لأي إنسان، ولا غنى عنها لأي أ  مة من الأمم، لأنها في
مجملها تشکل الأساس الاقتصادي، والذي هو مرآة الأمم وعصب حياتها وعمودها
الفقري، فکلما کان الاقتصاد قويًا کانت الأمة قوية ، فهو الرکيزة الأساسية واللبنة
الأولى في بناء أي مجتمع.
ولعل أهم سمة اتسم بها الفن الروماني هي ارتباطه الوثيق والمباشر بواقع
الحياة اليومية ، بکل ما فيها من وقائع وأحداث ومشاهدات ، کانت المنهل العظيم
والشريان المتدفق لهذا الف ن. حيث غصت مدينة روم ا-عاصمة الإمبراطورية
وحاضرتها- بتماثيل الأباطرة والسادة وکل من أ راد أن يترک شاهدًا ماديًا خالد ًا.