Subjects
-Abstract
تکاد لاتخلو لغة من لغات العالم وشعوبه المختلفة من وجود لهجات ينعکس من خلالها التداول اليومي للتخاطب، ويکون لحجم التنوع البيئي للبلد الذي يعيشه هذا الشعب أو ذاک أثره في تحديد ما يمکن أن يرتبط بأي من هذه اللغات من لهجات کماً ونوعاً.
وهذا ينطبق على شعوب وطننا العربي، حيث نتج عنه ظهور عدد من اللهجات المميزة ليس لسکان کل بلد عن الآخر فحسب، بل لمجموعة السکان في إطار البلد الواحد. والمواطن أو المقيم في شبه الجزيرة العربية أو المرتبط بها سيلاحظ ذلک، وعلى وجه الخصوص في حضرموت، حيث التنوع اللهجي الکبير، فمثلاً لهجة ساحل حضرموت تختلف عن لهجة وادي حضرموت ، وحسب علمنا، حتى فيما بين المدن والقرى المتجاورة نجد اختلافا في اللهجة.
إن اللهجات أو اللهجة العامية (الدارجة) التي تتکلمها الشعوب (أفراداً) وهي على ألسنتهم يومياً في المنزل وفي الشارع وفي الأسواق والمعمل والحقل..وغير ذلک من حياتهم اليومية، هي لغة الحديث اليومية العابرة التي لاتتکلف النحو وقواعد الصرف ولا تتوخى الدقّة الجمالية والبلاغية ، قدر ما تتوخى إيصال المعنى أو الفکرة من أيسر الطرق وأقربها ، وتلک هي اللهجة التي يعايشها الفرد في حضرموت بوجه خاص، وفي کل أتحاد المعمورة بوجه عام .
ونحن ،إذ نتناول في هذه الورقة البحثية عدداً من الألفاظ اللهجية الحضرمية ومايقابلها في اللغات السامية أو العربية القديمة وخاصة لغة النقوش العربية الجنوبية (لغة المسند) . ولتحقيق ذلک يقوم الباحث برصد ماتمّ الوقوف عليه من ألفاظ لهجية حضرمية حديثة (محليه) ورصد ما يقابلها في لغة النقوش العربية الجنوبية ومن ثمّ مقارنة کل ذلک بالعربية الفصحى ،وتحديد مدى العلاقة بينها من ناحية ، وعلاقاتها بشجرة اللغات السامية أو العربية القديمة من ناحية أخرى ، مستعيناً بالمعاجم اللغوية ومعاجم الحضارات والمصادر النقشية والتاريخية للبحث على مدى ما يؤکد هوية کل لفظة على حِده.. وکان قيامي بوضع ما أسميته (بقايا ألفاظ من لغة النقوش العربية الجنوبية في اللهجة الحضرمية العامّية) کبداية للبحث في الألفاظ اللهجية الحضرمية، وتأکيدًا على الاستمرار في البحث عن ألفاظ أخرى وجمعها وإعدادها في بحوث لاحقه ، بل اتمنى أن يلفت هذا الموضوع نظر الباحثين وخاصة الحضارم کي يواصلوا – في المستقبل – البحث في جمع تراثهم اللهجي .. وصولًا إلى إعداد معجم متکامل للألفاظ اللهجية الحضرمية ، يغطي کل مدن وقرى ساحل حضرموت وواديها. مقدمة :
لا يمکن القول بأنه لا لغة بلا مجتمع ، وکذلک لا انتظام لمجتمع بشري بغير لغة . ومن نافلة القول أيضاً أن نقرر العوائق التي تعترض سبيلنا لمعرفة مکان وتاريخ وکيفية نشؤ "اللغة الأولى" لبني البشر .. متغاضيين عن أهواء أولئک الذين اهتدوا بالرواية التوارتية ، وکأن لأهل الأرض کلها لغة واحدة وکلام واحد . " کانت الأرض کلها لساناً واحداً ولغة واحدة ، وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار([1])وسکنوا هناک ... وقال الربُّ : هو ذا شعب واحد ولسان واحدٌ لجميعهم .." ([2]) ومن هناک تبلبلت الألسن بحسب ماورد في النص التوارتي . " تبلبل هناک لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ،فبددّهم الرب من هناک على وجه کل الأرض، فکفوا عن بنيان المدينة ، لذلک دُعي اسمها بابل ، لأن الرب هناک بلبل لسان کل الأرض ، ومن هناک بددهم الرب على وجه کل الأرض " .
DOI
10.21608/cguaa.2014.44322
Keywords
النقوش, اللهجة الحضرمية العامية, النقوش العربية
Authors
MiddleName
-Affiliation
أستاذ تاريخ اليمن والجزيرة العربية القديم المشارک کلية التربية صبر- قسم التاريخ ، وکلية الآداب قسم الآثار ( جامعة عدن )
Email
mabawazir@hotmail.com
Orcid
-Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/article_44322.html
Detail API
http://journals.ekb.eg?_action=service&article_code=44322
Publication Title
حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى"
Publication Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/
MainTitle
بقايا ألفاظ من لغة النقوش العربية الجنوبية في اللهجة الحضرمية العامية (المحلية) (دراسة لغوية من خلال النقوش) Remains of words from the language of the South Arabian inscriptions in the colloquial Hadrami dialect (local) (a linguistic study through inscriptions)