للدين أهمية کبيرة في حياة الشعوب القديمة, بل إنه من أهم العوامل المؤثرة في سير حياتها وأسلوب تطور حضارتها فالمعتقدات الدينية والأفکار الدينية تحدد الإطار العام لسلوک الإنسان وحياته عاداته وتقاليد أعرافه وقوانينه وتکون الخلفية المؤثرة في حياته الاجتماعية والفکرية والسياسية وقلما نجد أي عمل قام به الإنسان القديم أو أي أثر ترکه إلا وکان للدين فيه تأثير لذلک کانت دراسة المعتقدات الدينية في منطقة وادي الرافدين ذات أهمية کبيرة في فهم حياة السکان([1]).
لذا شغلت الديانة مکانا بارزا في حياة أقوام وشعوب بلاد الرافدين ، والذي يدل على ذلک وفرة المدونات والنصوص الدينية التي خلفها لنا أصحاب هذه الحضارة العريقة والتي تعد من أروع أنواع النتاج الأدبي مما وصل ألينا من أدباء العراق القديم([2])،والتي تضمنت جملة من شعائر دينية کالصلوات وتقديم الأضاحي والاحتفالات بالأعياد الدينية واستشارة الفال وطرد الشرور والشياطين من الأجساد والبيوت([3]).
ومن اجل عبادة الإلهة مارس الإنسان طرقا شتى منها الدعاء إليها وإنشاد التراتيل الدينية بتمجيدها وأداء صلوات معينة وقت الشعور بالحاجة إلى مساعدة الإلهة، کما کان جزء من العبادات تقديم القرابين والأضحية([4])، فضلا عن ذلک إن ما جاء إلينا من نصوص مسمارية کثيرة مکتوبة باللغتين السومرية والاکدية تحمل موضوعات مختلفة کان من بينها أنواع الصلوات والأدعية والتراتيل الدينية المختلفة([5]).
([1]) علي، فاضل عبد الواحد وآخرون، جوانب من حضارة العراق, العراق في التاريخ (بغداد: دار الحرية للطباعة، 1983م)، ص208.
([2])باقر، طه، مقدمة في أدب العراق القديم (بغداد: دار الحرية للطباعة ، 1976م)، ص200.
([3])الأحمد، سامي سعيد، المعتقدات الدينية في العراق القديم( بغداد: دار المنشورات الثقافية، 1988م)، ص46؛ قاشا، سهيل، تاريخ الفکر في العراق القديم (بيروت: التنوير للطباعة والنشر، 2010م)، ص228.
([4])سليمان عامر، العراق في التاريخ القديم( موجز التاريخ الحضاري)، (الموصل: دار الکتاب للطباعة، 1993م)، ج2، 120.
([5])باقر، المصدر السابق، ص248؛ سليمان ، المصدر السابق ، ج2، ص288.