لقد دأب الناس منذ القدم على استخدام السفن في ارتياد البحر الذي اجتنبتهم أسراره و ما ينطوي عليه من مغامرات مشوقة و أهم من ذلک أن الناس أبحروا من أجل الاستکشاف و الغزو، کما أبحروا بغرض استيطان أراضي جديدة و ألتجارة فالسفن هي إحدى أقدم و أهم وسائل المواصلات.[1]
يقول ابن خلدون في مقدمته عن البحرية الإسلامية:" فلما استقر الملک للعرب و شمخ سلطانهم، و صارت أمم البحر خولا لهم و تحت أيديهم و تقرب کل ذي صنعة إليهم بمبلغ صناعته، و استخدموا من النوتية في حاجاتهم البحرية أمما، و تکررت ممارستهم البحر و ثقافتهن استخدموا بصراء بها، فتاقت نفوسهم إلى الجهاد فيه، و أنشأوا فيه السفن و الشوانئ، و شحنوا الأساطيل بالرجال و السلاح و أمطوها العساکر المقاتلة لمن وراء البحر من أمم الکفر و اختصوا بذلک من ممالکهم و ثغورهم ما کان أقرب إلى هذا البحر و على حافته".[2] و نستنبط من هذا النص لابن خلدون، أن العرب اعتمدوا في أول أمرهم على أبناء الأمم التي خضعت لسلطانهم ممن کانت لهم دراية بالبحر و خباياه وکانت الجزائر من بين الأمم التي أولت أهمية کبيرة للسفن البحرية وبالأخص العسکرية منها و خاصة في الفترة العثمانية، حيث کان الأسطول الجزائري آنذاک، يمثل هيبة و سيادة الدولة و محور قوة الجزائر العسکرية و السياسية في البحر الأبيض المتوسط.
[1] De Brossard(A), L'histoire maritime du monde, S.E.D, paris, SD,p 41.
[2] ابن خلدون(عبد الرحمن)،المقدمة، تحقيق الدکتور علي عبد الواحد وافي، لجنة البيان العربي،القاهرة،1966، ص