تعد دراسة شواهد القبور من إحدى الدراسات المهمة فى علم الآثار الإسلامية لأنه مما لاشک أن تأريخ أى أثر يعرف بشاهده أو بنصه التأسيسى, ولذلک نستطيع أن نجزم بأنه إذا وجد الشاهد أو النص التأسيسى على الأثر فذلک يعتبر بمثابة المؤرخ الأول له.
وانتشرت شواهد القبور فى العالم الإسلامى من الترکستان شرقا إلى المحيط الأطلسى غربا , کما أن شاهد القبر له تسميات متعددة فى العالم الإسلامى منها (البلاطة- اللوح- النقشية- القبرية) , کما تعرف فى غرب العالم الإسلامى باسم المقبرية أو التأريخ بالأندلس, ولکن لم توجد فى أى مکان بمثل الکثرة التى وجدت بها فى مصر , فقد تميزت مصر الإسلامية بکثرة ماعثر عليه من شواهد القبور فيها, ومن أکثر الأماکن التى عثر فيها على شواهد القبور فى مصر هى جبانة أسوان والتى انتشر بها الإسلام منذ بدء ظهوره وسکنها العرب منذ القرن الأول الهجرى ولم تقتصر أهمية جبانة أسوان على أنها من أقدم الجبانات فى العالمين الإسلامي والعربي بل ترجع أهميتها إلى ما تخلف منها من القباب وکثرة شواهدها الأثرية والتى تحتوى على أسماء بعض القبائل العربية, وتجدر الإشارة إلى أن الجبانة ومخازنها الأثرية التابعة لها تحتوى على عدد هائل من الشواهد التى لم تنشر من قبل.
يتناول ذلک البحث شواهد قبور ذات تقويم قبطى من جبانة أسوان تنشر لأول مرة , وذلک بدراستها دراسة وصفية حسب ترتيبها الزمنى, وذلک من خلال توضيح مقاساتها ونوعية الخامات المستخدمة فى صناعتها وطرق الحفر عليها وتواريخها. أما فيما يتعلق بالدراسة التحليلية التى يتناول فيها البحث الشکل العام لتلک الشواهد ونوعية الخطوط المستخدمة عليها والزخارف الواردة عليها, ودراسة مضامينها من آيات قرآنية وعبارات دعائية وکذا الألقاب والوظائف الواردة عليها والتي منها ينشر لأول مرة إلى جانب الترکيز على دراسة التقويم القبطى الوارد على تلک الشواهد ومحاولة إستيضاح أسباب وروده