مما لا شک فيه أن السينما أو کما هى معروفة بالفن السابع تُعد من أهم وأکثر وسائل الإعلام تأثيراً فى طرح وعرض ومعالجة شتى أنواع القضايا التى تهم المجتمع خاصة فى عصرنا الحالي والمعروف بعصر الفضائيات والسماوات المفتوحة والتى تمکنت السينما من خلاله وخاصة السينما المصرية من رصد وطرح العديد من ظواهر المجتمع على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى مختلف مشاکل ذلک المجتمع وسلبياته وعرضها فنياً بهدف الوقوف على أسباب تلک الظواهر والمشاکل والعمل على إيجاد حلول جذرية واقعية لها من أجل الوصول بالمجتمع المصري إلى أفضل مستوى.
فى الواقع يوجد ارتباط وثيق بين منظومتي صناعة السينما والتنمية السياحية لکن للأسف لم يکن لسينما مصر خاصة سينما الألفية الثالثة دوراً إيجابياً ملحوظاً فيما يتعلق بمنظومة تنمية سياحة الآثار الإسلامية بل على النقيض ساهمت العديد من أفلام تلک المرحلة فى تشکيل وعى سياحي ثقافي سلبي لدى المشاهد بداخل مصر أو خارجها حول العديد من المواقع التاريخية والأثرية الإسلامية خاصة فى مدينة القاهرة بالرغم من تصنيفها العالمي بواسطة اليونسکو کأهم مدينة أثرية إسلامية فى مصر وذلک عن طريق تصوير وعرض تلک المواقع والتى لا تُقدر بثمن کمناطق عشوائية مهجورة يعتريها تراب النسيان والإهمال حيث أصبح استغلالها لا يصلح إلا کأماکن ومواقع لإيواء الخارجين على القانون وإتمام الصفقات المشبوهة وبناءاً عليه فقد ساهمت السينما المصرية فى تحويل تلک المناطق إلى مواقع طاردة ليست جاذبة للسياحة الثقافية على المستويين الداخلي والخارجي.
ومن هنا جاءت فکرة البحث من حيث تسليط الضوء على الأثار السلبية للسينما المصرية المعاصرة على نماذج من المواقع التاريخية والأثرية الإسلامية التى ظهرت على خلاف الوضع اللئق بها فى بعض الأفلام حيث يهدف البحث فى المقام الأول إلى معالجة تلک الآثار السلبية عن طريق توضيح القيم التاريخية والأثرية والسياحية لتلک المواقع من منظور الإرشاد السياحي کي يتم القضاء على تلک الأثار السلبية و من ثم تحويل تلک المواقع من مواقع ذات طاقات سياحية کامنة إلى مواقع فعالة على خريطة السياحة الإسلامية فى مصر وينتهي البحث بعرض لأهم النتائج التى تم التوصل إليها فى سياق الدراسة مع التأکيد على عرض مجموعة من التوصيات العملية أو التى سيکون من شأنها حيال تطبيقها الفعلي الوصول إلى أهداف البحث الرئيسية والمساهمة إيجابياً فى تنمية سياحة الآثار الإسلامية فى مصر.
Certainly, the Egyptian Cinema has been one of the most effective Arab media tools in illustrating the different problematic cases and issues of the Arab society generally, and the Egyptian society specifically. Upon dealing artistically with any of those cases or problems, the Egyptian cinema has always aimed to achieve an acceptable solution in connection with creating a better society. Unfortunately, the relationship between the contemporary cinema, especially the millennium and the development of the Islamic archaeology related tourism could be apparently classified as a fragile negative relationship, for the majority of the millennium movies do negatively exploit the Islamic monuments as background or screening sites of illegal activities scenes.
This study aims mainly to demonstrate some examples of the millennium movies in which some samples of the Cairene Islamic monuments were misused in order to unveil the real significance of those monuments from both historical and archaeological perspectives in connection with achieving the goal of converting them into dynamic powers in the field of touristic development through placing some selective practical suggestions to achieve that designated goal.