Subjects
-Tags
-Abstract
تعتبر الأبواب أو البوابات من المنظومة المعمارية والدفاعية الهامة ، حيث حفلت الحضارة العربية الإسلامية بالعديد من المنشآت المعمارية الضخمة التي استهدفت تحصين المدن وحمايتها في حالة الحروب، وتحقيق الهدف الدفاعي لها ضد الغارات والهجمات الخارجية في العصور الوسطى، ولذلک انتشرت في المدن الإسلامية القلاع والأربطة والأسوار والأبراج ومداخل المدن، وزودت هذه المنشآت العسکرية بالتحصينات اللازمة وعناصر الدفاع المختلفة . وتعد أبواب المدن العربية والإسلامية القديمة من أهم هذه المنشآت التحصينية، فقد کانت تلک الأبواب تخترق الأسوار العالية المحاطة بهذه المدن، وتعد المدخل الوحيد إلى قلب المدينة، مثل أبواب المهدية فى تونس، أبواب القاهرة التاريخية ، وأبواب القدس ودمشق والکوفة وبغداد والبصرة والرباط، والتي مازالت قائمة حتى اليوم، لما تتميز به من قوة وشموخ وضخامة وتحصين يقاوم کل صروف الزمان، وإذا نظرنا إلى عمارة أبواب المدن التاريخية، نجد أنها قد جاءت متجاورة على العموم، واکتسبت وظيفتها من خلال وجودها في اتجاهات القوافل نحو الأمصار کما في أبواب المهدية فى تونس وأبواب القاهرة فى العصر الفاطمى .
وقد عولجت الأبواب الدفاعية عموماً بشکل استثنائي، لتکريس الحماية للمدن، وفي شمال أفريقيا نجد أقدمها في في المهدية (تونس)، حيث زودت بفتحة تقع أعلى البوابة (سقاطة) بغرض صب الزيت المغلي على الأعداء، والحال نفسه ينطبق على أبواب مدينة القاهرة الفاطمية. وقد استعمل المعماري العربي الأعمدة الحجرية داخل الأسوار للتقوية والربط، واستقدمت إلى تلک البوابات بعض الحجارة من المعابد الفرعونية.
وتتميز البوابات وفق خصائص عمارة الحقبة التي أقيمت بها، ونجد في بعض الأحيان قد اختلطت عدة طرز في بوابة واحدة، بسبب التأثير حين البناء أو من خلال الزيادات والترميمات والإصلاحات اللاحقة لها. وقد اختلفت عمارة الأبواب من عصر إلى آخر، ويمکن التمييز بين البوابات الفاطمية والأيوبية، والذي يتجسد في الارتفاع وعرض المداميک والأحجار الکبيرة المهندمة مقارنة مع العهود اللاحقة، کما تميزت بالعقود المقرنصة، وقد استقدمت تلک البوابات بعض الحجارة من المعابد الفرعونية. وهنا نلاحظ الاختلاف فى تصميم کل من باب زويلة والفتوح عن باب النصر. ففى باب النصر نجد البرجين مربعين بينما فى الأبراج مستديرة. کذلکاستعمل القبو المتقاطع فى تغطية باب النصر بينما استعملت القباب الکروية المحمولة على مثلثات فى الأرکان فى الأبواب الأخرى، وهو أول مثال يطبق فى مصر . وقد زين باب النصر برسومات للآلات الحربية، وفى باب الفتوح استعملت کوابيل حجرية على هيئة رأس الکبش، وقد زودت الأبواب والأسوار بفتحات وأبراج للحراسة سواء فى المهدية أو القاهرة.
وقد اعتمد الفاطميون منذ إنشاء دولتهم في تونس سياسة إنشاء عواصم جديدة لملکهم فبنوا المهدية والمنصورية في تونس ، کما بنوا القاهرة التي ظلت عاصمة ملکهم حتى انهيار الدولة الفاطمية على يد الأيوبيين. وفي کل مدنهم وعواصمهم التي أقاموها رکز الفاطميون على بناء المساجد و قصور الخلفاء و دواوين الحکم و دور القضاء والأسواق والمستشفيات وغيرها من المرافق العامة التي تحتاجها أية مدينة في تلک الفترة المبکرة من التاريخ.
وتدل التقنيات الأثرية الحديثة على أن أسوار المهدية الرئيسية کانت تلک التى تفصل المدينة البحرية عن البر، وکانت بطول 175 مترا، وبلغ ارتفاع السور حوالى 12 مترا، کما بلغ سمکة حوالى 10 ( عشرة ) أمتار، وکان على طرفيه برجان مستديران على قاعدة متعددة الأضلاع. ونلحظ أوجه التشابه لتلک الأبواب سواء من الناحية المعمارية أوالهندسية أو الزخرفية أو المسميات.
وللسور والبوابات أهمية تاريخية معمارية حيث أنها کانت تعتبر من المبانى الحربية بتونس ومصر قبل الحروب الصليبية. والفاطميون هم رسل الفن الإسلامى، وهن أهم ما أدخله الفاطميون على العمارة العربية الزخارف الفنية المتعددة الأشکال، والخط الکوفى المزخرف الذى استخدم کتابات القرآن الکريم على الواجهات المعمارية الإسلامية والتى ميزت هذا العصر.
DOI
10.21608/cguaa.2012.34263
Keywords
البواب الدفاعية, القاهرة, المهدية, العصر الفاطمى
Authors
MiddleName
-Affiliation
مدرس الفنون والعمارة الإسلامية
Email
dr_art_aaa@yahoo.com
City
-Orcid
-Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/article_34263.html
Detail API
https://cguaa.journals.ekb.eg/service?article_code=34263
Publication Title
حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى"
Publication Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/
MainTitle
-