ولدت الملکة کليوباترا السابعة ابنة بطلميوس الثانى عشر(أوليتيس Auletes)عام 69 ق.م. وجلست على عرش مصر بعد وفاة والدها في عام51 ق.م.حيث حکمت تباعا مع شقيقيها بطلميوس الثالث عشر وبطلميوس الرابع عشر،ثم مع ابنها بطلميوس الخامس عشر قيصريون.وقد قدر لها أن تصبح آخر ملکة للسلالة البطلمية التي حکمت مصر فى الفترة ما بين موت الإسکندر الأکبر في 323 ق .م.وضم مصر إلى حظيرة الإمبراطورية الرومانية في 30 ق.م.([1])جاء تطلع کليوباترا للحکم في وقت انتشرت فيه الدسائس والأطماع للقفز على الحکم خاصة مع صغر سنها هى وشقيقيها.ولکنها تمکنت بفضل ذکائها وقوة شخصيتها من أن تمسک بمقاليد الحکم،وأن تتوج کفرعون وتصور بتاج الفراعنة، وتدخل فى علاقات مع اثنين من أقوى قادة الرومان،فى وقت کانت روما تمثل القوة الحقيقية الضاربة فى حوض البحر المتوسط.وقد تحققت لها بفضل عوامل متعددة شهرة لم تتحقق لغيرها من النساء الحاکمات فى التاريخ المصرى وربما فى تاريخ الإنسانية القديم بأسره.
وجديرٌ بالذکر أن کليوباترا لم تترک من بعدها تاريخا يروى فحسب،وإنما ترکت أيضا آثارا تعبر عن عصرها وتوجهاتها،وتدل على ملامحها وملامح حکمها. وقد تمثلت تلک الآثار فى أنواع عديدة من الفنون القديمة کالعملات،النحت المستقل، النقوش على جدران المعابد وأشهرها النقوش المصورة على جدران معبد دندرة بصعيد مصر وتصوير ولادة الابن قيصريون الإلهية.ولقد أطلقت کليوباترا على نفسها لأسباب سياسية لقب "إيزيس الجديدة"،وهو لقب ميزها عن الملکة کليوباترا الثالثة،التي زعمت أيضا أنها تجسيد حي للإلهة ايزيس.وکان نتيجة ذلک أن ارتدت کليوباترا تاج إيزيس المصرية.
ولقد حرصت کليوباترا على أن تصور متوجة إما بأحد التيجان الفرعونية أو التيجان ذات المدلول الدينى أو بعصابة الرأس الملکية البطلمية المعروفة باسم دياديما Diadem کما نراها على العملة.ونحن هنا بصدد دراسة تيجان کليوباترا من حيث الشکل والمدلول سواء الدينى أو السياسى،مع محاولة تفسير الغرض من أن تتوج الملکة بهذا التاج أو ذاک،والتعرف على مقدار شيوع التيجان التى ارتدتها کليوباترا السابعة بين سابقاتها من الملکات البطلميات. کما تهدف أيضا إلى تحديد نوع أو أنواع التيجان التى انفردت بها کليوباترا دون غيرها.
([1])Bevan,E.,A History of Egypt under the Ptolemaic Dynasty,Methuen,London,,p..