أشارت المصادر التاريخية إلى هروب الوزير أبو القاسم الحسين بن المغربي, من الخليفة الفاطمي الحاکم بأمر الله في سنة 400ﻫ, وذلک بسبب وشاية الکاتب النصراني ابن عبدون عند الحاکم بأمر الله فقتل أخوي الوزير أبي القاسم, وثلاثة من أهل بيته, لذلک فر أبو القاسم إلى حسان بن علي بن مفرج بن دغفل بن الجراح في فلسطين (400-433ﻫ) . ثمَّ انتقل الراشد بالله أبو الفتوح الحسن إلى فلسطين, وأقام لدى آل الجراح, ودعي له على منابر فلسطين بالخلافة, وقد حاول الخليفة الحاکم بأمر الله القضاء على هذه الحرکة عسکريًا, فأرسل قائده علي بن جعفر بن فلاح على رأس جيش لمحاربة آل الجراح, لکنه فشل, فلجأ الخليفة الحاکم إلى الحيلة مع آل الجراح, حتى استرضاهم, وعادوا إلى طاعته مرةً أخرى, ولما رأى الراشد بالله أن آل الجراح قد رجعوا إلى طاعة الخليفة الحاکم علم أنه لا مقام له بفلسطين, فقرر العودة إلى مکة, متعللاً بأن أخاه قد ثار ضده, وأنه سيعود إلى مکة لإخماد هذه الثورة, فلما عاد أبو الفتوح إلى مکة أقام الدعوة للخليفة الحاکم بأمر الله, وضرب السکة باسمه, لتنتهي بذلک هذه الحرکة الانفصالية التي قادها آل الجراح في فلسطين, وکان عنوانها الخليفة الراشد بالله أبو الفتوح الحسني شريف مکة.
وسوف نعرض في هذا البحث لدينار نادر ووحيد علي مستوي العالم ضرب مکة سنة 402هـ عرض في احد المزادات العالمية يمثل الدنانير"الکعبية"التي أشارت المصادر التاريخية إلي قيام الخليفة الراشد بالله بأخذ ما في خزانة الکعبة من المال, وما عليها من أطواق الذهب والفضة, وضرب دنانير ودراهم سميت "الکعبية".