بدأت العمارة البيزنطية في الجزء الشرقي من الإمبراطورية مع تأسيس القسطنطينية في عام 324م. وانتهت بدخول العثمانيين في 1453م.، وقد بذل الأباطرة والحکام کل الجهود الممکنة أثناء تأسيس القسطنطينية وذلک لإنشاء روما جديدة في الشرق[1].وفي نهاية القرن الرابع الميلادي بعد أن تم الاعتراف بالمسيحية کديانة رسمية للإمبراطورية، حدثت تطورات وتغيرات معمارية في عمارة الکنائس وهي المبنى الأساسي ومحور الاهتمامالأول في تلک الفترة؛أما باقي المباني مثل الحمامات، والجمنازيون وغيرها فلم تختلف کثيرًا عن الفترتين الهيلينستية والرومانية[2]، فيماعدا ظهور استخدام تکنيک مختلف في طرق البناء وهو استخدام الصفوف المتبادلة في البناء،وذلک باستخدام الحجر بالتبادل مع الطوب المحروق[3].
بالتالي لا نستطيع من أول وهلة التمييز بدقة بين کل المباني المسيحية العامة المبکرة عن سابقتها الکلاسيکية، حتى في أماکن العبادة؛ لکن هناک اختلافات بين استخدام المعابد اليونانية الرومانية کمکان للتعبد،واستخدام الکنائس کأماکن للعبادة، حيث أن المعبد اليوناني کان يتميز معماريًا بوجود المساحات التي تتخذ قدسية خاصة من وجودها في إطار المنطقة المقدسة، کذلک المعابد کان بها أماکن سرية ومؤمنة، وتعتمد على الأعمدة في إقامتها؛بينما استخدام الأعمدة في الکنائس کان يميز فقط الأماکن الهامة بها مثل تقسيمها لصالات؛ أو لتمييز المکان المقدس والمذبح، کذلک الکنائس بنيت کلها بغرض العبادة وليست لأداء طقوس سرية
[1]J. S. Curl, Dictionary of Architecture and Landscape Architecture, Oxford University Press, 2000, Byzantine Architecture.
[2]M. Capuani, L'egypte copte, Citadelles&Mazendo, Paris, 1999, 260-261.
[3]Y. Elder, ''Jerusalem Architectural History: Christian Architecture Through the Ages", in: www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/archaeology/church.html.