تعتبر عمليات التطوير العمرانى من أهم السياسات التى تتجه إليها المدن لتحسين بيئتها العمرانية. من ذلک تتجه المدن العالمية إلى عمليات التطوير المستمرة فى مشاريعها التخطيطية التى تؤثر على العمران المستقبلى للمدينة، ولقد اتفق مطورو المدن ومخططوها بأن سر نجاح المدن واستمرار مشاريعها يکمن فى مشارکة السکان فى القرار وتبنيهم للتوجهات التى تراها إدارة المدينة. وثبت علميًا وعمليًا لدى المتخصصين فى التخطيط العمرانى بأن الدراسات المستفيضة والرؤية الأکاديمية غير کافية لنجاح أى مشروع تطويرى للمدينة. فمشارکة السکان فى التوجهات العمرانية شرط مسبق للتنمية العمرانية فى عالم اليوم. فهى تمکن المجتمع من الاستخدام الأمثل لطاقات وقدرات أفراده. وتدعو إلى أعطاء دور أکبر للمجتمع، وتوجد وعيًا شعبيًا بضرورة تفهم سکان المدينة ومستخدميها الواجبات المناطة عليهم. من هذا المنطلق يتجه البحث إلى دراسة تجربة مدينة شتوتجارت  بألمانيا فى التطوير العمرانى والتى تعتمد على فکر العمل الجماعى وتبنى مفهوم مشارکة المجتمع المحلى فى بناء مدينتهم، وحضورهم الفعال فى تفهم المشاريع التطويرية التى تؤثر على العمران المستقبلى للمدينة، حتى يکونوا أعضاء فاعلين فى تنفيذ المشاريع التطويرية للمدينة وعناصر مهمة فى المحافظة عليها. ويرکز البحث على تطوير مشروع محطة القطار بالمدينة وعرض الوسائل التى أتبعتها إدارة المدينة لمشارکة المجتمع فى رؤية المدينة المستقبلية، ومقارنته بأحد التجارب المصرية لأحد المشاريع التطويرية الهامة التى يعتقد بأنها سوف تؤثر على الرؤية المستقبلية للعمران. وذلک للاستفادة من تطبيق فکر المشارکة بعمليات التطوير العمرانى للمدينة. ويلخص البحث بأهمية عرض المشاريع التطويرية على المجتمع قبل تنفيذها، وشرح الفکر التطويرى للسکان من خلال وسائل الإعلام وغيرها، وجعل السکان شريکًا استراتيجيًا فى عمليات التطوير المستقبلى للمدينة.