ملخص البحث:
من أهم سمات نجاح المنتج المعماري هو توفير البيئة المثالية لمستخدمي المبنى داخل الفراغات
المعمارية باختلاف أنواعها النفعية منها أو الخاصة بالخدمة والحرکة، وقد جرت العادة أن ينشد المعماري تحقيق
توفر البيئة الداخلية المطلوبة من خلال مراعاة المعايير القياسية للتصميم المعماري في جميع مراحل تصميم
المنتج المعماري لاعتبارها ثوابت منهجية في أغلب المراجع الأساسية للمعماريين وجب الالتزام بها وتطبيقها.
ومع تطور علوم ونظم التصميم البيئي في العمارة ومشارکتها في العملية التصميمة ولکن کمرحلة تصميمية تالية
أو کمعالجات بيئية على المنتج التصميمي النهائي وذلک نتيجة انفصال معايير التصميم المعماري عن معايير
التصميم البيئي فى اغلب المراجع المعمارية. ومن ثم تطرح هذه الدراسة فکرة وجوب إعادة کتابة مراجع
المعايير القياسية للتصميم بمنطق دمج کل من المعايير القياسية المعمارية والبيئية لتوثيق وتقنين مرجعية
تصميمية قياسية واحدة مشترکة يمکن أن تساهم فى تحقيق التصميم المتکامل للمنتج المعمارى معماريا وبيئيا.
وبتوفير هذا الکيان الجديد في مراحل التعليم المعماري المختلفة (خاصة مرحلة ما قبل التخرج) سيحقق الحصول
على قاعدة عريضة عامة من المعماريين القادرين على تصميم بيئة معمارية وعمرانية تتکامل فيها العناصر
الانتفاعية والوظيفية للمستخدم مع عناصر التناغم والتوافق مع عوامل البيئة المحلية المحيطة و هو الامر الذى
سيساهم فى تحقيق أعلى مستوى لکفائة استخدام الطاقة والجدوى الاقتصادية للمنتج المعمارى. وفي هذا الإطار
قامت هذه الدراسة بتقديم مقترح لتعديل المحتوى العلمى و الصياغة الحالية للمعايير القياسية لاحد انواع
المبانىفى احد المراجع المعمارية الاساسية بحيث يتم فيه دمج معايير التصميم البيئى مع معايير للتصميم
المعماري کنموذج لما يجب ان تقدم به مراجع المعايير القياسية التصميمية للطلاب و الباحثين المعماريين لترسيخ
مبدأ التصميم المتکامل بين معايير التصميم المعماري والتصميم البيئي لديهم لامکان تفعيل و تحقيق هذا المبدأ
علي مستوى تطبيقي واسع.