عانت مصر خلال تاريخها الحديث والمعاصر خاصة في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين بموجات من الأوبئة والأمراض ذات العدوى الشديدة، والتي كان لها تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي الواضح على المجتمع المصري. وتهتم هذه الدراسة على وجه الخصوص بوباء الكوليرا الذي عانت منه مصر خلال الربع الأخير من عام 1947 بعد تسع موجات سابقة كانت أخرها في عام 1902 . وفي عام 1947، مرت مصر بأحداث وظروف تاريخية وسياسية واقتصادية صعبة في أعقاب الحرب العالمية الثانية  زادت صعوبتها بظهور وباء الكوليرا. وفي تلك الفترة كان النشاط السياحي قد بدأ الاهتمام به، وأصبح من المجالات ذات الأهمية في الاقتصاد والمجتمع المصري، خاصة مع زيادة وسهولة الحركة والانتقال بعد دخول مصر مجال النقل بواسطة الطيران من خلال شركة مصر للطيران، وأيضا تأسيس شركة مصر للسياحة عام 1934  ودخول كثير من فئات المجتمع مجال العمل في المجال السياحي، فتأثرت أحوالهم مع تأثر حركة السياحة بصورة سلبية نتيجة الوباء ، مما كان له انعكاسه السلبي أيضا على الأحوال الاجتماعية، وهو ما تحاول هذه الدراسة رصده، وكيفية تغلب المجتمع المصري على هذه التأثيرات السلبية لانتشار الوباء عام 1947 م.