لقد تشَکل في مصر القديمة جهاز إداري قوي تتشابک وتتداخل خيوطه في کل الأقاليم والمقاطعات، ولکن مرکزه الرئيسي في العاصمة مقر إقامة الملک، وکان من الطبيعي أن يکون قوام هذا الجهاز الإداري کبير ومُرتب من عناصر کثيرة تبدأ بالملک مروراً بباقي الجهاز الإداري. وتعد الأبواب الوهمية أحد أهم مصادر التأريخ عن طريق الألقاب والسمات الفنية لما تحمله من عناصر زخرفية فنية وألقاب لغوية تمهد الطريق لمحبي علم المصريات لمعرفة الکثير عن أسرار هذه الأبواب الوهمية وأصحابها الذين يحرصون على تسجيل ملخص لحياتهم الإدارية والعملية ويتمنوا أن يبعثوا من جديد بنفس الصفات والقوة والسيطرة. لذلک يقدم مؤلفي البحث باببين وهميين غير منشورين بالمتحف المصري بالقاهرة إحدهما للمدعو تب إم عنخ tp m anx والثاني للمدعو حسي hssi کنماذج يمکن الإستشهاد به في عملية تطور هذه الألقاب بجانب مجموعة أخرى من الأبواب الوهمية التي عثر عليها بجبانة الجيزة ودير الجبراوي ومير وسقارة حتى يمکن تقديم صورة متکاملة عن تطور هذه الألقاب خلال عصر الدولة القديمة. ويرصد مؤلفي البحث أهم الألقاب الإدارية والدينية وتطورها التي اتخذها بعض من کبار الموظفين خلال عصر الدولة القديمة من خلال بعض الأبواب الوهمية غير المنشورة بالمتحف المصري بالقاهرة ومقارنة بنماذج أخرى من الأبواب الوهمية التي تعود لنفس الفترة والتي تم نشرها. ويستخدم مؤلفي البحث المنهج التحليلي في تتبع تطور أهم الألقاب الإدارية والدينية والتي ظهرت على هذه الأبواب الوهمية، وکذلک المنهج اللغوي في تأصيل تطور هذه الألقاب وتفسير ظهورها سواء کانت إدارية واقعية أو شرفية أو دينية حملها أصحابها لأسباب کثيرة سيطرحها البحث ويفندها. يستنتج الباحث أن الألقاب الإدارية والدينية للأفراد خلال عصر الأسرة السادسة قد تطورت وتم إضافة ألقاب لم تکن موجودة خاصة العسکرية، أن الأبواب الوهمية التي لم تکن فقط مجرد لوحة أو باب زائف للروح ولکن أصبحت سجل أو سيرة ذاتية للمتوفى يستعرض من خلالها أهم الوظائف الإدارية التي تدرج بها وکذلک المناصب الشرفية التي نالها من الملک.