لقد کانت النوبة قبل التهجير منطقة معزولة تقع جنوب مصر، حيث مرت بالعديد من المراحل في تاريخها والتى کانتمعاصرة للحضارة المصرية فى مراحلها المختلفة، فلقد أقامت علاقات سياسية واقتصادية مع ملوک الفراعنة من الأسرات القديمة مرورا بالوسطى ثم الدولة الحديثة. مرورا بانهيار أخر الممالک المسيحية النوبية خلال فترة حکم المماليک فى مصر، حيث انتهى حکمهم على يد محمد على في بداية القرن التاسع عشر الميلادى. وشهدت المنطقة أخر المعارک التي حدثت على أراضيها إبان الثورة المهدية في السودان عام 1889م(شاروبيم، 2003)، وکان الأثر الأکبر في أوائل القرن العشرين عند إنشاء سد أسوان في 1902 ثم تعليته الأولى في 1912م, والأکثر تأثيرا تعليته الثانية في عام 1933. ومع فترة الستينيات بدأت مصر في بناء السد العالي مما أغرق الأراضي النوبية، الأمر الذي أدي إلى تهجير النوبيين إلى موقع في منطقة کوم أمبو في شمال أسوان.
[1] لفظ النوبة أطلق على المنطقة من حدود أسوان شمالا حتى ملتقي النيلين بجوار الخرطوم حاليا، أما لفظ النوبا فيطلق على منطقة في کردفان, حيث توجد جبال تعرف باسم جبال النوبا ويعرف سکانها بالنوباويين وذات صفات مختلفة عن سکان النوبة، کضخامة الجسد والعضلات وشدة السمرة أو سواد البشرة وانهم يسکنون الجبال ويتصفون بصفات الزنجية، أما النوبى فهو يتصف بجسم نحيف متوسط القامة وبشرة أقل سوادا. [عوض، 1951]  بعد أن توفي المهدي في 22 يونيه 1885، وتولى حکم السودان من بعده عبد الله التعايشى هو عبد الله محمد أدم تورشين، الذي وجد شهرة المهدي ذهب إليه في جزيرة آبا، ولقد قربه المهدي إليه وعينه خليفة له في 21 يونيو 1885م، وفي عهد التعايشي هاجم سواکن في سبتمبر 1888م ودارت معرکة بينه وبين الجيش المصري واحتل دنقلة ثم تقدم حتى وصل إلى خور موسي باشا جنوبي وادي حلفا في أغسطس 1888م. وفي 2 يوليو 1889م هاجم جنوب أسوان عند توشکي ولکن تصدت له القوات المصرية التى انتهت بهزيمته ولقد قتل في 24 نوفمبر 1889م، لتنتهي المهدية بعد ذلک.