لعبت الطيور دورًا بارزا في الحياة اليومية والدينية واللغوية للمصريين القدماء على مر العصور. فاستطاع أن يفرق بين أنواع متعددة من الطيور من خلال الملاحظة الدقيقة؛ وأعطوا لها أسماءً مختلفة، کما جسد من خلالها بعض الدلالات المُعبرة عن أفکاره ومعتقداته، کما أبرز الفنان سماتها المميزة بوضوح فى المناظر الفنية المختلفة. واستوحى منها بعضا من رموزه الدينية بما يتوافق مع دلالتها ورمزيتها في المُعتقدات المصرية القديمة. حتى بدأ المصريون فى تزيين کتاباتهم بعلامات تصويرية بهيئات الطيور المختلفة معتمدا على تمييز خصائصها وعاداتها المختلفة (Velde, 1980)، وقد بلغ عدد من ميز من الطيور حوالي 24 نوعا تقريبا، وصورهم بأکثر من 60علامة تصويرية هيروغليفية تعبر عن الطيور أو أجزاء منها(Gardiner,1957)، ولقد تمثلَّت بعض العلامات التصويرية المُرتبطة بفئات وتصنيفات مختلفة من الطيور للتعبير عن قيم صوتية لها مغزى عقائدي ورمزية دينية، واتضح ذلک من خلال المصادر التصويرية واللغوية في الحضارة المصرية القديمة. ويهدف البحث إلى إلقاء الضوء على أهمية بعض الطيور ببيئة المصرى القديم منذ فجر التاريخ المصرى، حتى تدخلت فى کل مظاهر الثقافة المحلية الدينية والفنية والغذائية وحتى نظام الکتابة. من خلال دراسة خمسة علامات تصويرية متتالية تمثل الطيور وفقاً لقائمة علامات جاردنر Gardiner's sign list، ويرجع سبب اختيار موضوع الدراسة إلى لتقاربها من حيث الشکل مما أثار حولها التباسا وجدلا بين الباحثين، وذلک من خلال تحليل القيم الصوتية الخاصة بها ودلالتها فى اللغة المصرية القديمة، وتوضيح دورها ورمزيتها الدينية من خلال النصوص والمناظر المصرية القديمة.