تتعدد المفاهيم والتعريفات حول موضوع التراث الثقافي لأي مجتمع بما يملکه من مقدرات ملموسة تمثل الماضي والحاضر ورؤى للمستقبل، حيث يشکل التراث مرکباً رئيسياً لخصوصية الشعوب والجماعات، کمان أنه يقدم الفائدة الاقتصادية ويلعب دوراً حاسماً في التطوير الاقتصادي خاصة على الصعيد المحلي، مما يؤدي إلى رؤية جديدة وذلک بالاهتمام بالسکان وتوعيتهم لإنقاذ وحسن استخدام هذا التراث اقتصادياً. کما أن التراث الحضاري على اختلاف أنواعه وأشکاله مبعث فخر للأمم واعتزازها فهو بما يحمله من قيم ومعان الدليل علي العراقة والاصالة والمعبر عن الهوية الوطنية، حيث يتصل بشخصية الامة ويعطيها الطابع المميز، ويعبر عما تتمتع به من حيوية وقدرة على المواجهة والتحدي، کما يحدد مستواها في الذوق والحس الابداعي ودرجة تقدمها في العلوم والفنون، ويمثل التراث صلة بين ماضي الامم وحاضرها، ويسهم في صياغة مستقبلها، ويعتبر رکيزة اساسية في اقتصاد العديد من الدول، فهو المورد الاساسي الذي تقوم حوله صناعة السياحة. وقد دفع ذلک الأمم کافة إلى الاهتمام بالتراث وحمايته من خلال وضع خطط واستراتيجيات وسن التشريعات والقوانين الخاصة بحماية هذا التراث من عوامل التدمير المختلفة وعبر إنشاء البرامج الدراسية والتدريبية لتأهيل الکوادر المؤهلة للتعامل مع هذا التراث بالطرق والأساليب الملائمة. ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى تحليل مضمون المواقع الاليکترونية لبعض المحافظات السياحية في مصر (19 محافظة) لتحديد مدى عرض هذه المواقع لعناصر التراث الثقافي بهدف تسويقه اليکترونيا. واعتمدت الدراسة في ذلک على قائمة بعناصر التراث الثقافي وتم اختبار وجودها من عدمه في مجتمع الدراسة. وتقدم الدراسة توصيات مهمة للمحافظات السياحية في مصر للاهتمام بالتراث الثقافي وابرازه عبر المواقع الاليکترونية لها بهدف تحقيق ميزات تنافسية وجذب السائحين لها والاستفادة من تراثها الثقافي بما يخدم مجتمعها المحلي.