ظل الاتجاه السائد خلال التاريخ الإنساني وعلى مر العصور بأن الطريق لتحقيق السلام يکون من خلال الدين, أو العلوم السياسية, أو العلوم الجغرافية بما تتضمنه من حدود للدول والأقاليم, أو عن طريق العلوم الإقتصادية أو الإجتماعية, إلا أنه في الآونة الأخيرة تم الانتباه إلى السياحة کوسيلة قادرة على جعل العالم أکثر انسجاماً واستقراراً في سياق السلام الذي يتضمن علاقات جيدة وتنوع وتبادل ثقافي بين الشعوب, وکذلک بناء علاقات جيدة بين السائحين والبيئة الطبيعية. ويتلخص موضوع الدراسة في کيفية الاستفادة من صناعة السياحة کأداة لدعم وتحقيق السلام والتفاهم المتبادل بين الشعوب والمجتمعات ذات المعتقدات والخصائص المتباينة. ومن ثم يهدف هذا البحث إلى دراسة التأثيرات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية وکذلک السياسية والبيئية لصناعة السياحة, وقياس تأثيرها في تحقيق السلام بين المجتمعات المحلية والسائحين في مصر. وکذلک تحليل دور السياحة في دعم التفاهم المتبادل بين السائحين والمجتمع المحلي بما يساعد في تحقيق السلام. وتشتمل منهجية الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي لمناقشة نتائج الدراسة التي تم جمعها من خلال توزيع عدد 320 استمارة استبيان على مجموعة من أفراد المجتمع المحلي العاملين وغير العاملين بالنشاط السياحي بالقاهرة الکبرى. ثم تم تحليل البيانات باستخدام مجموعة من المقاييس الإحصائية کالمتوسط والانحراف المعياري, وإجراء اختبار T والانحدار لاختبار فروض الدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى أنه يوجد العديد من التأثيرات الإيجابية للسياحة قد تساعد على تدعيم السلام بين المجتمعات المحلية والسائحين في مصر.
الکلمات الدالة: تأثيرات صناعة السياحة – السلام السلبي- السلام الإيجابي- التنمية المستدامة- السياحة المسئولة.