تعتبر وثائق الجنيزا اليهودية إحدى موروثات التراث المصرى اليهودى التى لم تحظى بالاهتمام اللائق حتى وقتنا هذا، على الرغم أنها تعتبر إحدى المنتجات السياحية المصرية الفريدة التى يمکن توظيفها، وهى أيضا دليل قوى على الحرية التى تمتع بها يهود مصر وعلى إندماجهم داخل المجتمع المصري، وکلمة الجنيزا تطلق بشکل عام على تلک الأوراق اليهودية التى لا يجوز إحراقها أو إهمالها حسب الشريعة اليهودية وذلک لذکر اسم الله بها، ثم أصبح المفهوم أشمل وأعم مع مرور الوقت، و کان يتم تخزين الجنيزا فى المعبد اليهودى بحجرة مخصصة لذلک تسمى بحجرة الجنيزا وهذا النوع أطلق عليه الجنيزا المؤقتة مثل جنيزا معبد ابن عزرا بمصر القديمة، وجنيزا معبد المصريين بحارة اليهود بحى الجمالية، وجنيزا معبد موشيه درعي بالعباسية، وعند امتلاء تلک الحجرة کان يتم نقل الجنيزا فى موکب جنائزى إلى المقابر اليهودية لدفنها هناک فتبلى مثلما يبلى الجسد وکانت تسمى بالجنيزا المستديمة مثل جنيزا المقابر اليهودية بالبساتين، وجنيزا المقابر اليهودية فى حلوان، وجنيزا المقابر اليهودية بالشاطبى فى الإسکندرية، وهذه الوثائق يقدر عددها بالآلاف وتم تهريب الکثير منها إلى العديد من دول العالم، ويمکن تقسيم مواد الجنيزا من حيث موضوعاتها إلى نوعين وهما المصادر الأدبية، والمصادر الوثائقية، و تُعتبر هذه الوثائق مرآة صادقة للعصور التى کُتبت فيها، ومصدر أصلي من مصادر کتابة التاريخ، وتفيد فى دراسة التاريخ الإقتصادي والإجتماعي والثقافي، ومن هنا جاء اهتمام الباحث بذلک الموضوع الحيوى من خلال دراسة تاريخية وصفية لتلک الوثائق، والتى تمثل أهمية علمية وسياحية کبيرة لبلدنا الحبيبة. الکلمات دالة: الجنيزا، أوراق، وثائق، منتج سياحى، المجتمع المصري، الطائفة اليهودية بمصر، الديانة اليهودية، مقابر اليهود، حوش موصيري، معبد، جنازة، دفن، البساتين، الشاطبى، المواد البالية.