إننا نعيش اليوم نهضة إنتاجية ضخمة في دول العالم الصناعي، والنهضة الإنتاجية الحديثة اساس التقدم ومقومات استمراره، کما أن الإنتاج الکبير الحجم مع الاهتمام بجودته هو مفتاح التقدم الحضاري، ويتحقق ذلک بتوفير المنتج لدى العميل في الوقت المحدد للتسليم وبمعايير الجودة المطلوبة والمواصفات المتعاقد عليها. ولتحقيق ذلک فإنه يجب على المؤسسة أن تدير العناصر المؤثرة على الجودة والتکلفة وأساليب المراقبة والتحکم في العمليات الإنتاجية، بدءًا من ضمان جودة الخامات الموردة وأنها مطابقة للمواصفات المتفق عليها، والمحددة مسبقا طبقا لطبيعة المنتج المطلوب تصنيعه وضمان نجاح العمليات والمراحل الإنتاجية، والظروف الملائمة للإنتاج من المناخ العام لصالات العمل وعمليات الإنتاج والتخزين والصيانة العامة والخاصة للماکينات وأجهزة الفحص والاختبار ومعايرتها، علاوة على إجراء عمليات التعبئة والتغليف والتسليم بأسلوب محکم وعلمي. ومن هنا قامت الباحثة بمتابعة المشاکل التي تحدث في صناعة الملابس الرياضية والتي ينتج عنها رفض الطلبيات وزيادة التکلفة وزيادة الهالک وبالتالي قلة الأرباح بالإضافة إلى مستوى الجودة السيئة وتکلفة الجودة السيئة بداية من التصميم مرورا بالباترون والمارکر وحتى الحصول على المنتج النهائي وتم الترکيز في هذه الدراسة على مرحلة الباترون حيث أن هذه المرحلة تعد حجر الأساس في التشغيل وبما أن القماش يعد أکثر العناصر التي تستهلک أموال عند تسعير القطعة بمعدل 30-40% من قيمة الاستهلاک، لذا قامت الباحثة بمتابعة استهلاک القماش في مراحل الباترون حيث وجد أن کفاءة التعشيق کانت 70% أي أن 30% من القماش لا يتم استهلاکه بشکل جيد ويصبح هالک، وبالتالي سيکون هناک فقد في الخام وزيادة الاستهلاک، وبمتابعة هذه المشکلة وتطبيق منهجية 6 سيجما والتي تلائم مجال الملابس الجاهزة نظرًا لتعدد المتغيرات وذلک للحصول على منتج يصل إلى مستوى السيجما إلى درجة 6 سيجما وهي 3.4 عيب لکل مليون وحدة (DPMO) وذلک للحصول على منتج عالي الجودة وتکلفة منخفضة مع خفض الهالک، تم التحکم في هذه المشکلة بالمتابعة مع مسئول الباترون بتحسين التعشيق أثناء عمل المارکر والحصول على أعلى کفاءة ممکنة وصلت إلى 87.6% في الشورت وکانت قبل الدراسة 79.3%، والتيشيرت کان 67.7% وبعد الدراسة 82.3%. مما سبق نجد أن تطبيق منهجية 6 سيجما ساعد على خفض الهالک وزيادة الکفاءة وتقليل تکاليف الإنتاج.