ترتبط تنمية ثقافة الإبداع بالبيئة المحيطة بالفرد ؛ فإذا کانت البيئة تهتم بعملية الإبداع وترعى المبدعين وتشجعهم فإن ذلک سوف يؤدى إلى تنمية الإبداع ، أما إذا کنت البيئة المحيطة لا تشجع الإبداع ولا تهتم بالمبدعين فإن ذلک سوف يؤدى إلى ضعف عملية الإبداع وتقليصها .
وتسهم المدرسة بدور واضح فى تنمية ثقافة الإبداع ، حيث يمتلک التلاميذ طاقات وإمکانيات فکرية هائلة ؛ فإذا ما أُتيحت لها فرصة الانطلاق والنمو فإنها تتفجر محققة إبداعات هائلة فى البيئة من حولهم [i]. ويفرض الواقع على المدرسة أن تغرس ثقافة الإببداع لدى تلاميذها ؛ هذه الثقافة التى يجب أن يشارک فيها المعلم ومدير المدرسة ، کما يجب أن تکون المناهج الدراسية داعمة للإبداع وألا تعتمد على الحفظ والتلقين فقط ، وأن تتوافر فى المدرسة الوسائل التکنولوجية التى تخلق تحديًا لإبداع التلميذ وتجعله يتطلع على الجديد . واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى ومنهج دراسة الحالة.کما اعتمدت الدراسة على صحيفة الاستبانة ،والملاحظة البسيطة ،والمقابلة المتعمقة کأدوات لجمع البيانات . وطُبقت الدراسة على عينة قوامها (100) مفردة من المعلمين بالمدارس الابتدائية وعدد (20) حالة من التلاميذ المبدعين وأسرهم بمحافظة المنوفية . وتوصلت الدراسة إلى وجود مقومات کثيرة للإبداع فى البيئة ، ولکنها لا تُستغل ؛ مما يشير إلى ضعف ثقافة الإبداع فى المجتمع ، کما أوضحت الدراسة تأثير البيئة على عملية الإبداع عند الطفل ؛ من خلال أهمية توفير الإمکانيات اللازمة للطفل من أدوات يمارس بها مواهبه وإبداعاته ، وأظهرت الدراسة أن عدم وضوح مفهوم الإبداع من أهم معوقات ثقافة الإبداع ، حيث إن مفهوم الإبداع غير واضح لدى المعلمين ولدى الأسرة ، کذلک أوضحت الدراسة أن القيادات التربوية لا تمثل قدوة من حيث الإبداع فى العمل ، مما يدل على وجود قصور شديد لدى القيادات التربوية فى رؤيتها وممارستها للإبداع .