بالرغم من تعدد الاتجاهات الحديثة المعاصرة في التدريس بمرحلة رياض الأطفال إلا أن الواقع في دولة الکويت يشير إلى استمرار الممارسات التقليدية في التدريس. فمن خلال خبرة الباحثة وإطلاعها عن کثب على واقع التعليم بمرحلة رياض الأطفال في دولة الکويت، ولاحظت الباحثة أن الاعتماد لا يزال مکثفاً على الطرق التي تعتمد على التدريس للفصل بأکمله کمجموعة واحدة، الذي يتضمن تدريس المفاهيم الرئيسية ويصاحبه تطبيق بعض الأنشطة البسيطة مثل: الرسم والتلوين، مع إتاحة قدر محدود من الفرص لأنشطة اللعب. ولا تساعد هذه الممارسات المتبعة على تنويع التعليم وفقاً للخصائص الفردية لکل طفل بما لا يتيح فرصة لتعديل وموائمة ما يتم إتباعه من ممارسات تدريسية بما يتناسب مع خصوصيات کل طفل.
ولتأکيد الملاحظات الشخصية للباحثة، تم تطبيق دراسة استطلاعية على عينة قوامها (13) من معلمات رياض الأطفال في دولة الکويت باستخدام المقابلات الشخصية شبه المقننة مع المعلمات بغية الکشف عن وجهات نظرهن بشأن الممارسات التدريسية المتبعة، وما إذا کان يتم تنويع التعليم في رياض الأطفال أم لا. وقد بينت نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية أن ممارسات التدريس التقليدية هي الأکثر شيوعاً، وأن المعلمات لم يسبق لهن تلقي تدريباً نظرياً أو تطبيقياً على مهارات التعليم المتنوع- سواءاً بمرحلة ما قبل الخدمة أو أثناء الخدمة وإن کانت لديهن بعض الأفکار المبدئية عن التعليم المتنوع والتي اکتسبنها من خلال قرائتهن الشخصية عن الموضوع. کما بينت نتائج الدراسة أن المعلمات لا يطبقن أي من ممارسات التعليم المتنوع- سواءاً تنويع العملية، أو تنويع المحتوى، أو تنويع المنتج. وعطفاً ما تقدم أصيغ مشکلة هذا البحث في العبارة التالية: ضعف مهارات التعليم المتنوع لدى معلمات رياض الأطفال في دولة الکويت وحاجتهن إلى برنامج مقترح لتنمية تلک المهارات لدى المعلمات.