لقد  زاد إهتمام علماء النفس الصناعى والتنظيمى ، وأرباب العمل بالسلامة المهنية لأنها المفتاح الحقيقى للنجاح والتطور السريع لمختلف جوانب العمل الناتج عن التقدم التکنولوجى والصناعات الحديثة ، وسُنت القوانين والتشريعات وهذا من أجل حماية العنصر البشرى من المخاطر المُحدقة به ، ومن أجل تمکين المؤسسات من تحقيق أهدافها لابد من توفير بيئة عمل آمنة من مخاطر الصناعات المختلفة ورفع مستوى کفاءة الأفراد ووسائل الوقاية التى ستؤدى إلى الحد من الإصابات وحماية العاملين من الحوادث . إن بعض المؤسسات تقوم بالتعامل مع السلامة والصحة المهنية على أنها نظام إدارى مستقل يتولى مهمة تحديد مخاطر العمل ومراقبتها بإستمرار والعمل على الحد منها والإمتثال لتشريعات السلامة دون الترکيزعلى الأنظمة العالمية المتطورة لإدارة السلامة والصحة المهنية .      لقد کان لزاما على مجالات العمل فى السلامة والصحة المهنية أن تواکب التقدم العلمى الحديث والقوانين المتطورة العالمية وذلک للوصول إلى أرفع المستويات العالمية فى هذا المجال وعلى الدولة توفير الإمکانيات اللازمة لتحقيق أعلى مستوى للسلامة والوقاية لجميع أفراد المجتمع  ، وذلک من خلال وجود نظام لإدارة الصحة والسلامة المهنية يساعد على حماية الموارد البشرية  والأصول المهمة فى العمل وبالتالى يقود العمل نحو النجاح والازدهار ويعمل هذا النظام على زيادة المرونة التنظيمية من خلال منع المخاطر بشکل إستباقى وتحفيز الإبتکار والتحسين المستمر، وکذلک التوافق مع التشريعات والقوانين والتقليل من الخسائر فى العمل وهو ما تنبه لدى الباحث فى تبنى تصور لإدارة السلامة والصحة المهنية فى ضوء التجارب العالمية على أمل تحقيق أهداف السلامة والصحة المهنية والحفاظ على مقومات العملية الإنتاجية ومن هنا تتحدد مشکلة الدراسة فى وضع تصور مقترح لإدارة السلامة والصحة المهنية من خلال منظور التجارب العالمية للسلامة والصحة المهنية.