يشهد عالمنا المعاصر ثورة في المعلومات ليس لها مثيل وما کان ذلک ليحدث لولا حرکة التقدم العلمي والاکتشافات التکنولوجية الحديثة. التي لعبت دورا کبيرا في تحقيق الرفاهية للبشرية .بيد أننا سرعان ما بدأنا ندفع ضريبة هذا التقدم إذ أصبحنا نعيش عصر السرعة وأخذت حياتنا اليومية في التعقد شيئا فشيئا وأصبحت الضغوط النفسية عامة وضغوط العمل خاصة سمة من سمات هذا العصر ومع تزايد وتراکم المطالب الحياتية والتنظيمية على الفرد ومواجهة عجزا متنوع الأشکال زمانيا-مکانيا – أو اقتصاديا- ذهنيا- عضليا أورثه القصور عن الوفاء بما يطلب منه . وظهرت معوقات جديدة سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المنظمة ومن ثم على مستوى المجتمع. ولقد لفت ذلک أنظار الباحثين في مجال السلوک التنظيمي الذين خففوا هذه المعوقات وما ينجم عنها تحت مسمى ضغوط العمل(work stress). وتأسيسا على ما سبق خرجت من ضغوط العمل ظاهرة جديدة أطلق عليها مسمى.وظاهرة الاغتراب الوظيفي واسعة الانتشار حاليا في المنظمات التي تعمل في مجال الخدمات الإنسانية مثل(المنظمات التعليمية-العلاجية-الأمنية....وغيرها وخاصة أن هذه المنظمات تتعامل مع أعداد کبيرة من متلقي خدماتها وهم متباينين في مطالبهم مختلفون فى سماتهم وطباعهم . وتفيد المعلومات بأن الاغتراب الوظيفي يؤدى للمعاناة والإنهاک وهو من المجهدات النفسية التي يتعرض لها الفرد وينسحب أثر الاغتراب الوظيفي إلى المنظمة ذاتها على الرغم من أنها قد تکون إحدى مسبباته وبالتالي التأثير السلبي على المنظمة ککل. ليس هذا فحسب بل يسرى هذا التأثير إلى المتعاملين مع المنظمة ومن ثم تتراجع المنظمة وتضمحل نتائجها.