تُعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أحد أهم مصادر الابتكار التي تسهم في تطور المجتمع وتؤدي إلى توفير الراحة والرفاهية ومساعدة الأفراد في إنجاز مهامهم الاجتماعية والمهنية. وتحولت تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة إلى واقع ملموس في بيئتنا المعاصرة كجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وانتشرت هذه التقنية في أكثر المجالات تنوعًا، ولاسيما القطاعات العسكرية والصناعية والمنزلية والتعليم والنقل والمواصلات والقطاعات القانونية والقطاعات الطبية وغيرها. وعلى الرغم من أن فوائدها ومميزاتها الهائلة، إلا أنها قد تحمل أيضًا مخاطر كبيرة على مجتمعنا.
ويعد المجال الطبي من أهم الميادين التي شهدت تطورات هائلة في الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتمثل ذلك في استخدام الروبوتات الذكية في العمليات الجراحية أو في الرعاية الطبية اللاحقة، وكذلك البرمجيات التي تحتوي على برامج دعم القرار والمُساعدة في تشخيص المرض واقتراح العلاج، والتي تُستخدم بهدف تبصير الطبيب بالعناصر التي لم يكُن بإمكانه إدراكها. وعلى الرغم من المزايا العديدة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تثير كثير من التحديات خاصة حول مدى ملائمة وقدرة القواعد القانونية الحالية - وخاصة قواعد المسئولية المدنية - على استيعاب الخصائص الفريدة لهذه التقنية، حيث أن الذكاء الاصطناعي الطبي ليس معصوماً من الخطأ، ومن المُؤكد أنه قد يتسبب في بعض الأضرار التي سيتعين جبرها وتعويض الضحايا.