فقدتميزت الشريعة الإسلامية عن غيرها من کافة الشرائع – سماوية أو وضعية - بأنها جاءت جامعة، إذ هي من حيث موضوعها عامة وشاملة لجميع الأحکام اللازمة لتنظيم حياة البشر سواء أکانت عبادات أو معاملات متضمنة من المقاصد والقواعد ما يکفل لهم صلاح الحال في الدنيا والأخرة.
إذ شرع الله سبحانه وتعالى لعباده المعاملات – من بيع وخلافه - لتنظيم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان في المجتمع، وشرع له العبادات – کالصلاة والزکاة - لتنظيم العلاقة بين الإنسان وخالقه.
وتعددراسة مصادر التشريع الإسلامي من أشرف العلوم منزلة وقدراً، إذ بها يستطيع المجتهد أن يثبت الحکم الشرعي للوقائع والنوازل التي تعرض عليه، وخاصة المستحدثة والمعاصرة منه، وهذا من شأنه أن يحقق مصالح العباد ببيان مراد الله عز وجل من عباده في کل عبادة أو معاملة، من حيث الحل والحرمة وغيرها، حيث إن الشرائع السماوية ما سنت أحکامها إلا لتحقيق مصالح العباد والوفاء بحاجة البشر.