ستتناول فکرة البحث تسليط الضوء ووضع رؤية مستقبلية لمعالجة أهم وأخطر الظواهر الإجرامية العالمية في العصر الحديث وهي ظاهرة الإرهاب الإلکتروني الدولي، کونه أضحي من الأخطار التي تهدد کيان وأمن واستقرار البشرية بآسرها، نظراً لأشکاله وأنماطه المتعدده، والتي لا تفرق بين أي شئ سواء الأخضر أو اليابس ولا المادي أو البشري.
وحيث أن تنامي التنظيمات الإرهابية الإلکترونية بصورة کبيرة وانتشار أفکارها الهدامة، خطرٌ لا يُهدد الأمم في حاضرها وإنما يُهدد مستقبل أجيالها القادمة، فالإرهاب هو الذي يدمر الدول وکياناتها ووحدتها الترابية، ويُبدد الموارد، ويُعطل التنمية، ويدمر التراث، وينشر الفکر الظلامي، ويبث الرعب والفزع، ويُشرد الأسر، ويقتل عوائلها وأطفالها وشبابها ونسائها ويغرس الحزن في نفوسها، ويورثها اليأس والإحباط، وينشر التعصب والکراهية والعنف والقتل وسفک الدماء بديلًا عن قيم التسامح والتعارف وقبول الآخر.
وإن خطر الإرهاب الإلکتروني الدولي؛ أشد قسوة وضروة من الإرهاب التقليدي، نظر لاتساع دائرة تدميرة وتخريبه وقدراته العالية علي التخفي داخل الفضاء الإلکتروني بإنتحال صفات وأسماء مستعارة أو قد تکون من الخيال، لارتکاب أبشع الجرائم علي وجه الأرض، وتعطل مصالح وتدمر دول بأکملها.
فبات من الضروريات الحتمية التصدي له بکافة السبل والطرق القانونية، مما يستتبعه التکاتف والتعاون علي کافة المستويات الدولية أو الإقيلمية أو الوطنية، للقضاء علي الظاهرة واجتثاثها من جذورها، ومعالجه أسبابها المتنوعة لأقصي حد ممکن، من أجل الحفاظ علي أمن ومقدرات الدول والشعوب علي حد سواء.