مجلس الشيوخ هو الغرفة الثانية للبرلمان المصري, وتنشأ الغرفة الثانية للبرلمانات, أو ما يعرف بنظام (الازدواج البرلماني) في النظم السياسية المختلفة لحاجة ماسة إليها, تنبع من طبيعة الميراث السياسي والثقافي والاجتماعي داخل الدولة, فنجد أن الاتحاد البرلماني الدولي قد ربط وصف ذلک بالغرفة الثانية للبرلمان بشکل حقيقي کونها تتکون من نواب منتخبين وکونها ذات سلطات تشريعية واستشارية وفي بعض الدول رقابية([1]).
ولکننا نشير بداءة إلى أن الدول عندما تقرر اختيار شکل البرلمان (المجلس أو المجلسين) فإن ذلک يتوقف على عدة عوامل تختلف من دولة لأخرى وأهم هذه العوامل: حجم الدولة, درجة التنوع الاجتماعي بها, الطبيعة السياسية للدولة, حداثة الدولة من عدمه في القوانين والتشريعات, کثرة الأحداث السياسية مما يستدعي إقرار تشريعات کثيرة, لذلک نجد أن الدول صغيرة الحجم قليلة العدد في السکان تأخذ بنظام المجلس الواحد على نقيض ذلک تأخذ الدول المتسعة المساحة کثيفة السکان بنظام المجلسين وذلک لأنه عادة ما يقترن کبر الحجم وعدد السکان بتعدد لغوى وعرقي وديني کذلک تنوع وتتابع الأحداث السياسية([2]).
([1]) د. عمرو هاشم, مجلس الشيوخ في النظام المصري الراهن, مجلة الديمقراطية, المجلد 19 العدد 76 , لعام 2019, ص 131., ود. ديفيد بيثام, البرلمان والديمقراطية في القرن الحادي والعشرين (دليل للممارسة الجيدة), صادر عن الاتحاد البرلماني الدولي 2006, ترجمة مکتب صبرة بجمهورية مصر العربية, ص 15 وما بعدها.
([2]) د. محمود عاطف البنا, الوسيط في النظم السياسية ( الدولة – السلطة – الحقوق والحريات العامة ), دار النشر للجامعات بجامعة القاهرة, 2000-2001 , ص 347 وما بعدها., ود. ريموند کارفيلد کيتيل, العلوم السياسية, ترجمة د. فاضل زکى محمد, مراجعة أحمد ناجى القيسي, مکتبة النهضة ببغداد, 1961 , حول النظام المزدوج ( نظام المجلس أو المجلسين ) ص 98 وما بعدها., د. نعمان أحمد الخطيب, الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري, دار الثقافة للنشر والتوزيع بالأردن, 2011 , ص 347 وما بعدها., و د.عزيز کايد, السلطة التشريعية بين نظام المجلس الواحد ونظام المجلسين, الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن, 2001 , ص16 وما بعدها.