وتتضح أهمية هذا البحث وأهدافه مما ذكرته آنفا من أهمية  تسليط الضوء على صفات المؤمنين تمكينا  لنا أهل الإسلام من قياس مقدار إيماننا  بمدى اتصافنا بخصال أهل الإيمان والتقوى، وكذا إلزام كل من دخل في هذا الدين بهذه الصفات التي لا تنفصل عن الإسلام والإيمان.   وأبرز أهداف بحثنا هذا تتمثل في الحث والترغيب في هذه الصفات، وأنها السبيل الأمثل إلى الفوز برضا الله – سبحانه وتعالى -  ونيل محبته، وتحصيل سعادة الدنيا والآخرة، والانتفاع خاصة بهذه الخصال التي قصرت هذا البحث عليها لأهميتها، وحاجة المجتمع الإنساني – من أجل تماسكه وترابطه - إليها، وهي الإنفاق في السراء والضراء، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، وكلها تصب في قالب الإحسان إلى عباد الله تعالى.   ولا شك أن توسع القرآن الكريم والسنة النبوية  في تفصيل صفات المؤمنين يتبعه توسع في تناولها بالدراسة والبحث، فقد ألفت العديد من الكتب، وكتبت كثير من الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراه في هذه الصفات، ولكن لم أجد – في حدود اطلاعي – أحدا تناول هذه الآية من سورة آل عمران تحديدا بدراسة تحليلية مقتصرا على الصفات التي ذكرتها الآية، ولم أعثر على أي مؤلف بهذا العنوان.   واعتمدت في هذا البحث على المنهج التحليلي الوصفي، حيث قمت بتفسير الآيات الكريمة وتحليلها اعتمادا على ذكر أقوال جهابذة المفسرين وأهل العلم فيها، مع مناقشة مواضع الخلاف، ثم الاختيار والترجيح بينها.