Subjects
-Tags
-Abstract
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وخاتم رسله ، صلى الله عليه ، وعلى آله ، وصحبه ، وسلم .
وبعد : ـ
فلکل لغة قواعدها ، التي يُرْجَع إليها ، ويُحْتَکَم إليها عند استعمالها ، أو الاختلافِ في أمر يُحتاج إليها فيه ، ولغتنا العربية کذلک لها قواعدها وضوابطها التي وضعت لهذا الغرض ، وقد قام على وضع هذه الضوابط ثُلّة من الأفذاذ شمّروا عن سواعدهم عندما دعت الضرورة لذلک ، ولم تلق لغة من اللغات ما لقيته اللغة العربية من هذا الاهتمام ، فقد أعد المخلصون العدة وأنفقوا الجهد والوقت والعمر حتى أخرجوا هذا الصرح الشامخ ، بعد أن مرّ بمراحل کان على رأس کل منها رجال ، منهم من وضع اللبنات ، وجاء بعده من أکمل ، ثم من جمَّل وحسّن ، ومن نظر إلى موضع لبنة هنا أو هناک فسَدَّه حتى خرج إلينا هذا العلم ( علم النحو ) على نحو ليس له مثيل في لغات العالم جمعاء ، وربما کان ذلک لاختلاف اللغة العربية عن غيرها من اللغات فهي ليست کلمات تحفظ وتؤدى ، وإنما لابد للمتحدث بها والمستعمل لهذه الکلمات من ترکيبها بطريقة معينة لتؤدي المعنى الذي يقصده ، فالمتحدث بها ـ وإن عرف الکلمات مفردة ـ لابد أن يعرف هذه القواعد لکي يضعها في ترکيب يتفق مع مراده في ترکيب هذه المفردات ، کما أنه لابد للسامع أو القارئ لهذه التراکيب أن يعرف تلک القواعد لمعرفة غرض المنشئ لها .
وقد أدت القاعدة النحوية دورها ، ونجح من قاموا عليها ـ في مراحلها المتعددة ـ في دورهم خير قيام ، وشهد بدورهم هذا حتى من ثار عليهم مثل ابن مضاء الذي قال : " وإني قد رأيت النحويين ، قد وضعوا صناعة النحو لحفظ کلام العرب من اللحن ، فبلغوا من ذلک إلى الغاية التي أَمُّوا ". ([1])
والقاعدة تعتمد على الاختصار ما أمکن حتى يسهل حفظها ، ثم يأتي من يشرحها ، ويضيف ما يوضحها ، أو يستدرک عليها ، أو يقول : لو وضع هذا اللفظ موضع ذاک لکان أحسن أو أصوب ، ولو أضاف إليها هذا اللفظ لکان أدق ، ولو استغنى عن هذا اللفظ لکان أبعد عن الحشو ... وهکذا .
ولاعتماد القاعدة على الإيجاز فقد نرى أحيانا لفظًا مطلقًا يتضح عند دراسة القاعـدة أنه لو قُيِّدَ لکان أفضل ، ومن هنا قمت بالنظر في القواعد ، ـ ويعلم الله کم عانيت حتى أُراجع هذه القواعد ـ إلى أن وضعت يدي على بعض مما کان يلزم أن يتم فيه ذلک ، وتمثل هذا في قولهم :
• الجمل نکرات .
• الضمير يعود إلى أقرب مذکور .
• لا يجوز عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة .
• النکرَة إِذا أعيدت نکرَة کَانَت غير الأولى ، وَإِذا أُعِيدَت معرفَة ، أَو أُعِيدَت الْمعرفَة معرفَة ، أَو نکرَة کَانَ الثَّانِي عين الأول .
• الفضلة ما يجوز الاستغناء عنه ، والعمدة ما لا يجوز الاستغناء عنه .
• کل فعل لا بد له من فاعل .
• لا يقع المعمول إلا حيث يقع العامل .
و: تقدم المعمول يؤذن بتقدم العامل .
• من شروط المفعول لأجله اتحاده بالمعلل به فاعلا .
• " إلا " أصل أدوات الاستثناء .
• الجمل بعد النکرات صفات ، وبعد المعارف أحوال .
• کل ما صح أن يکون عطف بيان صح أن يکون بدل کلٍّ من کلٍّ إلا في مسألتين .
• الاسم المُحَلَّى بـ " أل " بعد اسم الإشارة نعت ، أو عطف بيان .
• لا يجمع بين العوض والمعوض .
• زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .
• ما لا يحتاج إلى تقدير ، أو تأويل أولى مما يحتاج .
وقد قمت بدراسة کل قاعدة من هذه القواعد ، مبينًا أنها ليست على إطلاقها ، بل لو قيدت لکان أدق ، وقمت بوضع هذا القيد کما رأيته ، ووضعت تحته خطا لأبرزه .
وفي کل هذا اجتهدت ولعلي أصبت ، فإن کانت الأخرى فلي أجر الاجتهاد ، ويکفيني أن أستفيد ممن نظر فبدا له غير ما رأيت .
ودعائي لمن اهتم بتصويب قولي ، أو تسديد رأيي ، وأسأل الله ـ تعالى ـ أن يجزيه خير الجزاء وأوفاه ، کما أسأله ـ جل شأنه ـ أن يجعل ثواب اجتهادي هذا في ميزان حسنات والديّ وحسناتي ، وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل .
DOI
10.21608/mkba.2016.37347
Keywords
تقييدُ المُطْلَقِ في القاعدة النحوية, إعـــــداد الدکتــــــــور / صابر حامد عبدالکريم, أستاذ اللغويات المساعد فى کلية اللغة العربية بأسيوط, جامعة الأزهر, مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط (العدد الخامس عشر- الجزء الثاني: 2016م)
Authors
MiddleName
-Affiliation
کلية اللغة العربية بأسيوط
Email
-City
-Orcid
-Link
https://mkba.journals.ekb.eg/article_37347.html
Detail API
https://mkba.journals.ekb.eg/service?article_code=37347
Publication Title
مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط
Publication Link
https://mkba.journals.ekb.eg/
MainTitle
تقييدُ المُطْلَقِ في القاعدة النحوية, إعـــــداد الدکتــــــــور / صابر حامد عبدالکريم, أستاذ اللغويات المساعد فى کلية اللغة العربية بأسيوط, جامعة الأزهر, مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط (العدد الخامس عشر- الجزء الثاني: 2016م).