تعد مصر واحده من البلدان شديدة التأثر بالتغير المناخي. ووفقًا للهيئة الحکومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ، تعد دلتا النيل في مصر واحدة من  اکثر ثلاث اماکن تأثرا في العالم ، وتشير التوقعات المستقبلية إلى أن مصر ستعاني من تأثيرات تغير المناخ التالية: ارتفاع مستوى سطح البحر ؛ ندرة المياه وعجزها ؛ وزيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والفيضانات والأمطار الغزيرة والعواصف الرملية والترابية. سيؤدي ذلک إلى تأثيرات کبيرة على البنية التحتية والشواطئ والأراضي الخصبة في دلتا النيل لأنها معرضة للتعرية وتسرب المياه المالحة والفيضان. وبالتالي، فإن الأمن الغذائي وصحة الإنسان والاقتصاد والنظم البيئية في مصر في خطر. علاوة على ذلک، سيتعرض التراث الثقافي والمواقع الأثرية لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة درجة الحرارة والرطوبة. تبذل مصر جهدًا کبيرًا للتکيف والتخفيف من آثار تغير المناخ في العديد من القطاعات المعرضة للخطر مثل الزراعة والموارد المائية والنظم البيئية، وما إلى ذلک، وکذلک، تم إنشاء المجلس الوطني لتغير المناخ لوضع الاستراتيجيات والسياسات وخطط العمل من أجل التکيف والتخفيف من آثار تغير المناخ. ويسعى هذا البحث لسد الفجوة والتحقيق في استراتيجيات التکيف والتخفيف وخطط العمل المتعلقة بمواقع التراث الثقافي وما هي الإجراءات اللازمة لذلک، وبناء القدرات في هذا السياق. يعتمد البحث على تحليل التقارير الوطنية وتقارير اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وخطط العمل الوطنية والقرارات الرئاسية والحکومية المتعلقة بتغير المناخ، کما قمنا بتطوير استبيان استهدف المتخصصين في مجال التراث الثقافي والآثار وخاصة من وزارة السياحة والأثار لمعرفة مدى معرفتهم بأبعادالقضية ومدى الإستعداد المعرفى والمؤسسى لها. وسيتم تقديم تحليل لهذه البيانات في البحث لتوفير مزيد من الفهم وتطوير سياسات للتخفيف من آثار التغير المناخى على التراث الثقافى فى مصر.