تعد الإسکندرية  ثاني أکبر المدن المصرية، والتي تشکل الميناء البحري الرئيسي لمصر وتعمل کمرکز صناعي مهم ، حيث توفر 40 ٪ من الناتج الصناعي للبلاد. علاوة على ذلک ، فإن ساحلها هو أحد المقاصد السياحية الهامة لما يحتويه من شواطئ  وعدد کبيرمن مواقع التراث الثقافي. ووفقًا للهيئة الحکومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ، فإن العديد من الدراسات قد أشارت  الى أن الإسکندرية سوف تتأثر بإرتفاع مستوى سطح البحر الذي يؤدي إلى تآکل السواحل والفيضانات.وسيؤدي ذلک إلى تأثيرات کبيرة على البنية التحتية والشواطئ ومواقع التراث الثقافي. تبحث هذه الدراسة في تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على خمسة مواقع للتراث الثقافي المادى في الإسکندرية في إطار أربعة سيناريوهات  مختلفه لإرتفاع مستوى سطح البحر SLR بناءً على مسارات الترکيز التمثيلي (RCPs)  والمسارات الاجتماعية والاقتصادية المشترکة (SSPs).  وقد تم استخدام متوسط ​​توقعات RCP 8.5 لـ للاعوام من 2046 الى2100 و SSP5 2081-2100 و SLR 2m في هذه الدراسة البحثية . ثم تم انتاج الخرائط التى تمثل تأثير هذه الظاهرة  باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وخلصت النتائج لتقدير المساحة التى سوف تتعرض للغرق والضرر ونسبتها المئوية من مساحة کل موقع من مواقع التراث الثقافي وتستهدف الدراسة بهذا التقدير وضع مؤشر تقديرى وتحذيرى لمخاطر إرتفاع مستوى سطح البحر على مواقع التراث الثقافى محل الدراسه لدعم إتخاذ القرار السيلم للحفاظ عليها بشکل مبکر. بالإضافة إلى ذلک تعرض الدراسة  إجراءات التخفيف والتکيف لتقليل هذه المخاطر مثل خطط ومشاريع الإدارة المتکاملة للمناطق الساحلية (ICZM).. وأخيرا، تسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى زيادة قدرة هذه المواقع على التکيف ، من خلال تنفيذ إصلاحات تشريعية ودمج استراتيجيات التکيف والتخفيف کنهج أساسي في إدارة التراث الثقافي.