يلقي هذا البحث الضوء على التعايش الحضارى بين المسلمين وأهل الذمة (المسيحيين واليهود)فى مصر خلال القرون الأولى للهجرة،  وظهر هذا التعايش بين المسلمين الفاتحين لمصر وبين أهل مصر من أهل الذمة، فلم يکن أهل الذمة عناصر مهملة ولا مضطهدة من جانب الولاة المسلمين، بل لعبوا دوراً لا يستهان به فى جميع مجالات الحياة، فقد اعتمد عليهم العرب فى الإدارة المحلية للأقاليم المصرية، خاصة بعد الفتح الإسلامى لمصر، وأوضحت لنا البرديات العربية أن أهل الذمة لم يکونوا محصورين فى طبقة اجتماعية معينة بل تعايش معهم المسلمون وانتشروا فى جميع طبقات المجتمع، فوجد منهم حکام للأقاليم وعمالها الإداريين، والتجار، والحرفيين، والمزارعين، وتم توضيح ذلک کله من خلال استقاء الأحداث التاريخية ومواقف التعايش الحضارى من المصادر والمراجع التاريخية، وأيضا عن طريق البرديات العربية، والتي أظهرت العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وأهل الذمة من خلال عقود الزواج وعقود الکراء.