کان للحياة الدينية في مصر طابع خاص؛ حيث تغلغل الدين في حياة الناس وکانوا حريصين على الحفاظ على الاتصال الدائم مع الآلهة وخلق وسيط داخل منزلهم. من ناحية أخرى فإن النظام الروماني المادي قد فرض بعض التغييرات على المجتمع الکهنوتي ورجال الدين، ولم يعدوا يلبون احتياجات الناس الدينية، وبالتالي حول الناس حياتهم الدينية الشخصية نحو المنزل، خاصة عندما لاحظوا أن الطقوس المقدسة لم يتم تنفيذها من قبل الکهنة الأتقياء، ولکن من قبل بعض موظفين وعملاء النظام الأجنبي الظالم. کان المنزل مرآة تعکس المفاهيم الدينية لسکانه، حيث احتوت معظم المنازل على العديد من المقاصير، مما يدل على إمکانية ممارسات أکثر من عبادة مختلفة. کان من بين الهياکل الدينية داخل المنازل مکان مقدس يمثل الغرفة الأکبر في المنزل، وکان يحتوي دائمًا على کوات حيث تم وضع التماثيل الدينية, کما کان يوجد أيضا بعض اللوحات الجدارية التي تصور صور الآلهة مثل هيرون وديسکوري وإيزيس وحربوقراطيس. تميزت منازل مدينة کرانيس بأشياء دينية مختلفة مثل التماثيل ودمى النسيج التي اکتسبت قوتها الإلهية من آلهة المعابد، حيث تم تصنيعها هناک فى المعابد. لذلک يهدف البحث إلى التعرف على الکيفية التى استطاع بها الناس خلق بيئة دينية داخل منازلهم, کما يکشف أيضا أهم العناصرالدينية التى ساعدتهم على تأدية الطقوس الدينية المنزلية.